المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على حافة الهاوية والتعقيدات تزداد
انطلقت المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي في ظل أزمة لا تُحتمل وسط حالة من التوتر الشديد والأوضاع المتأزمة.
أكدت مصادر من المقاومة الفلسطينية أن هذه المفاوضات تشهد تحولًا مفاجئًا في مسارها، وأن هناك تقدمًا نسبيًا رغم التعقيدات المتزايدة.
لكن السؤال الجوهري هنا هو هل هذا التقدم سيقود إلى تسوية حقيقية أم ستظل المماطلة هي السائدة كما كان الحال في المرات السابقة؟
كشفت مصادر مطلعة أن حماس قدمت رسالة جديدة عبر الوسطاء تضمنت اقتراحًا يهدف إلى تفكيك النقاط الخلافية العميقة التي أعاقت التوصل إلى اتفاق شامل،
وعلى الرغم من تأكيدات البعض بأن المفاوضات تتقدم، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يستغل هذه الثغرات والمماطلة لتأخير أي تقدم حقيقي على الأرض، مُتخذًا هذه اللحظات لتعزيز موقفه الداخلي والخارجي على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.
أكد القيادي في حركة حماس أن هذه الرسالة الجديدة قد تتضمن ترتيبًا لإرجاء الحديث عن بعض القضايا الخلافية الحساسة إلى مراحل لاحقة من الاتفاق مع التأكيد على ضرورة التنفيذ التدريجي للمراحل دون أي تأخير أو توقف.
وقد وصف هذه الخطوة بأنها بمثابة فتح نافذة أمل لتحقيق انفراجة في مسار المفاوضات، رغم كل التحديات التي تواجهها.
في خطوة غير مسبوقة، تدعمت هذه الرسالة بتعهدات واضحة من قوى دولية وعربية، من بينها مصر وقطر والولايات المتحدة، لضمان تنفيذ الاستحقاقات المرحلية للاتفاق.
كما أبدت مصر مرونة في موقفها من الوجود الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية لقطاع غزة، خاصة في محور صلاح الدين الحدودي، مما قد يكون له تبعات كارثية على اتفاقات السلام المستقبلية.
وتكمن الخطورة في أن هذا الموقف قد يفتح بابًا للتنازلات غير المحسوبة في قضايا كان من المفترض أن تشهد موقفًا أكثر صلابة.
لكن الوضع الحالي يشير إلى نقطة أكثر تعقيدًا في مفاوضات لم تُحل جميع جوانبها بعد. فقد أضاف القيادي أن المفاوضات دخلت مرحلة حاسمة، حيث باتت الأقرب إلى إتمام اتفاق نهائي، لكنه شدد على أن الرد الإسرائيلي على الموقف الأخير لحركة حماس سيكون حاسمًا في تحديد مصير المفاوضات.
خلال الساعات القادمة، ستتضح صورة ما إذا كانت هذه المفاوضات ستنجح في تخطي العقبات الحالية أم ستفشل، مما سيؤدي إلى نتائج كارثية تزعزع استقرار المنطقة أكثر.
فالمفاوضات في لحظاتها الحرجة تستعد لإماطة اللثام عن أزمة معقدة، وقد تكشف عن انقسام جديد في التعامل مع القضايا الفلسطينية أو قد تؤدي إلى أزمة أخرى لا يمكن تصور تداعياتها على الأرض.