الإنفاق الضخم على المتحف المصري الكبير في زمن الأزمات الاقتصادية
تفاقم الإنفاق الضخم على المتحف المصري الكبير بشكل مفزع رغم التحديات الاقتصادية التي نواجهها اليوم ويبدو أن هذا الإنفاق لم يلتفت إلى المصاعب التي يعاني منها المواطن المصري بل يزيد الأمور تعقيدًا وأزمة
ويؤكد أن القرار بتحمل تلك المصاريف الهائلة يهدف إلى بناء صورة تظهرنا كدولة محترمة في عين العالم لكن هل هذه الصورة تستحق كل هذا الفاتورة الضخمة
تضخم الإنفاق على المشروع رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتخبط فيها الجميع أمر يثير تساؤلات ضخمة حول الأولويات في وقت يعاني فيه المواطن من غلاء الأسعار وتدهور الخدمات الأساسية في المقابل نجد الأموال تتساقط في بناء تحفة فنية قد لا يراها معظم المصريين إلا في الأخبار فقط ترى هل كان هذا هو الوقت الأنسب للإنفاق على مشروع بهذا الحجم وهذه التكلفة
تتمسك الجهات المعنية بمشروع المتحف المصري الكبير كأحد الرموز التي ستضع مصر على خريطة السياحة العالمية ولكن ماذا عن المواطنين الذين يعانون من تقلبات الحياة اليومية ألم يكن من الأفضل توجيه هذه الأموال إلى مشاريع تخدم الشعب بشكل مباشر وتساهم في تحسين ظروفه الاقتصادية بدلًا من ضخها في مشروع قد يتأخر لسنوات طويلة قبل أن يحقق أي عائد ملموس
يصر عضو مجلس أمناء المتحف الدكتور زاهي حواس على أن هذا الإنفاق الضخم ليس إلا دليلاً على أن مصر تحترم تاريخها وتستحق التقدير العالمي لكنه يغفل عن سؤال ملح هل نحتاج لهذا التبذير في وقت يتفاقم فيه الفقر وتزداد الأزمات وتواجه الحكومة عجزًا في تلبية احتياجات المواطنين الجواب هنا ليس واضحًا تمامًا لكنه يثير جدلاً محقًا حول التوازن بين الحفاظ على التاريخ وبين توفير الاحتياجات الأساسية للشعب
تظل الحقيقة المرة أن هذه المشروعات الفخمة قد تكون عبئًا على كاهل الدولة في وقت يحتاج فيه المواطن إلى حلول ملموسة لحل مشكلاته اليومية إن لم يكن لدينا القدرة على تحمل هذه التكاليف فهل من العدل أن نصر على إنفاق المليارات في مشروع قد يظل بعيدًا عن متناول الكثيرين من أبناء الشعب وهل هذا هو الخيار الأفضل في زمن الأزمات