ها قد تحول العالم إلى مكان تُباع فيه القيم والمبادئ بأبخس الأثمان في سبيل المصالح الشخصية. سقط أولئك الذين كانوا يدّعون الالتزام بالمبادئ في فخ المصلحة المادية.
صاروا يتخلون عن كل ما يؤمنون به، ويتلونون كالحرباء أمام أي فرصة تُحقق لهم مكاسب شخصية. المبادئ، التي كانت يوماً ما حجر الزاوية في حياة البشر، أصبحت الآن مجرد سلعة تُباع وتُشترى في السوق الكبير للمصالح.
ها قد ظهر أصحاب المصالح على حقيقتهم. تخلوا عن المبادئ التي طالما تغنوا بها في سبيل المال والمكانة الاجتماعية. هؤلاء لا يعرفون معنى الصدق ولا يهمهم الوفاء بالقيم.
ما يهمهم هو ما يعود عليهم بالنفع السريع، مهما كان ذلك على حساب الآخرين. تحكموا في العالم بأيديهم المتسخة بالمصالح، بينما القيم والمبادئ اندثرت تحت أقدامهم.
ها قد رأينا كيف تفككت العلاقات الإنسانية أمام سطوة المصالح. الصداقات تلاشت، وأصبح كل شيء يدور حول تحقيق المصلحة المتبادلة.
انتهت قيم الصدق والولاء بين الأفراد، أصبحت العلاقات قائمة على النفع المتبادل فقط. حتى الأسرة، التي كانت يوماً رمزاً للعطاء والتضحية، تحولت إلى ساحة لتحقيق المكاسب الشخصية.
ها قد انكشف العالم كما هو، سوقٌ كبير للمصالح لا مكان فيه للمبادئ. من يعتقد أن القيم ستنقذه من هذا الواقع يخدع نفسه. تعلم الجميع فن التلاعب بالمبادئ من أجل الوصول إلى أهدافهم.
من لا يلعب لعبة المصالح يقف على هامش الحياة، يشاهد الآخرين يحققون أهدافهم على حساب كل شيء آخر.
ها قد انتهى زمن المبادئ. من كان يعتقد أن النزاهة ستقوده إلى النجاح خسر الرهان. اليوم، النجاح يتطلب التخلي عن القيم، أو على الأقل الالتفاف حولها لتحقيق المصلحة الشخصية. أصحاب المصالح أصبحوا سادة هذا العالم، يتلاعبون بالجميع ويبيعون كل شيء في سبيل تحقيق مكاسبهم.
ها قد أصبح من الواضح أن المصلحة هي المبدأ الوحيد الذي يعترف به الجميع. المبادئ والقيم تلاشت، وأصبحت مجرد ذكريات جميلة من الماضي.
من لا يعرف كيف يلعب لعبة المصالح يعيش على الهامش، يتفرج على الآخرين وهم يتسلقون سلم النجاح بلا مبالاة تجاه ما يدّعونه من قيم.
ها قد تحولت المبادئ إلى شيء مهمل لا قيمة له في هذا العصر. من يظن أن القيم ستُعيد إليه كرامته واهم. في هذا العالم الجديد، من لا يُدرك أن المصالح تحكم كل شيء، سيظل يُداس تحت أقدام أولئك الذين لا يعترفون إلا بما يعود عليهم بالنفع.
ها قد باعت الإنسانية قيمها. ما كان يوماً ما رمزاً للنقاء والإخلاص تلاشى أمام سطوة المصالح. المبادئ أصبحت عبئاً ثقيلاً لا يود أحد حمله. في عصر “الدنيا مصالح”، من يتمسك بمبادئه يخسر كل شيء في النهاية.