العواصف الشتوية الكبرى تضرب الجنوب الأمريكي كارثة طبيعية تكتسح الولايات
تستمر العواصف الشتوية الكبرى في اجتياح جنوب الولايات المتحدة مسببة فوضى عارمة واضطرابًا غير مسبوق في المناطق التي عادة ما تكون بعيدة عن تأثير الطقس القاسي.
العاصفة الشتوية التي اجتاحت المنطقة ليست مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل هي كارثة مرعبة تسببت في سقوط الأشجار وقطع التيار الكهربائي وهددت بتجميد مدن مثل فلوريدا ودالاس. أصبح الوضع أكثر من مجرد موجة برد بل تحول إلى تهديد حقيقي للبنية التحتية وسبل العيش في تلك المناطق.
تدهورت درجات الحرارة بشكل كارثي يوم الثلاثاء حيث انخفضت الحرارة في مطار دالاس/فورت وورث الدولي إلى 16 درجة فهرنهايت (-9 درجات مئوية) وفقًا لهيئة الطيران المدني.
وبالنظر إلى المستجدات، من المتوقع أن يستمر هذا التجميد العميق في الانتشار عبر الجنوب الأمريكي ليشمل مناطق واسعة من ولاية تكساس، كما يتشكل نظام ضغط منخفض بالقرب من جنوب تكساس والذي سيجلب المزيد من الثلوج والجليد إلى مناطق مثل دالاس وأجزاء من أوكلاهوما وأركنساس ولويزيانا.
لن تنتهي المأساة هنا، فالعاصفة الشتوية القادمة ستستمر في إرسال موجات من البرد القارس نحو الشمال والجنوب على حد سواء. درجات حرارة غير مسبوقة ستضرب مناطق شمال تكساس وجنوب أوكلاهوما صباح الخميس، ما يعني أن هناك احتمالية كبيرة لتراكم الجليد والثلوج التي ستعقد حركة السير بشكل خطير. المتخصصون في الأرصاد الجوية يحذرون من خطر غير مسبوق في الحركة على الطرقات.
من المتوقع أن تتحرك العاصفة باتجاه الشرق، مما سيؤدي إلى غرق السهول الوسطى ووادي أوهايو في طبقات كثيفة من الثلوج والجليد. ستتوسع الأضرار لتصل إلى المحيط الأطلسي، حيث يزداد خطر انزلاق المركبات وتوقف الحياة اليومية بسبب الظروف الجوية المتدهورة. الجليد الأسود الذي سيغطي الطرقات سيشكل تهديدًا حقيقيًا على السلامة العامة وقد يتسبب في إصابات جسيمة أو حتى حوادث مميتة.
الوضع الأكثر إثارة للقلق هو ما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة. المخاطر التي يتعرض لها الناس تتزايد مع الانخفاض المستمر في درجات الحرارة، فالتوقعات تشير إلى أنه سيكون من الصعب على السكان العودة إلى حياتهم اليومية بسرعة بسبب التجميد المتواصل. ما يزال هناك المزيد من التهديدات في المستقبل، والمسؤولون يدعون الجميع للاستعداد لمزيد من الطقس الشتوي العنيف الذي لا يعرف التراجع.
إلى جانب الثلوج والجليد، يواجه جنوب الولايات المتحدة أيضًا خطرًا آخر يتمثل في الطقس الناري. حرائق الغابات تهدد في جنوب كاليفورنيا حيث من المتوقع أن تضاعف الرياح القوية خطر الحرائق. التوقعات الجوية تشير إلى أن سرعة الرياح سترتفع إلى 40 ميلًا في الساعة مع انخفاض الرطوبة، ما يخلق ظروفًا مثالية لانتشار الحرائق بشكل سريع. هذه الظروف تضع منطقة لوس أنجلوس وفنتورا في حالة تأهب قصوى، ما يضاعف من المخاوف المتعلقة بالسلامة العامة في تلك المناطق.
فإن ما يحدث ليس مجرد تقلبات جوية بل هو كارثة شتوية غير مسبوقة تهدد حياة الملايين في الجنوب الأمريكي. الوضع بحاجة إلى تدخل سريع واتخاذ إجراءات طارئة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.