التحديات الكبرى أمام الإدارة السورية الجديدة في ظل الأزمات الإقليمية
تواجه سوريا مرحلة دقيقة من التحولات السياسية في ظل تحديات داخلية وإقليمية متزايدة، حيث تتصارع القوى الإقليمية على فرض نفوذها في المنطقة.
يجد القادة السوريون أنفسهم أمام معادلة معقدة في ظل مطالب داخلية وأجندات خارجية تتطلب منهم إجراء حسابات دقيقة،
وفي هذا السياق شدد الباحث السياسي عبدو زمام على أن الأولوية يجب أن تكون لترتيب البيت الداخلي، مع التركيز على إطلاق حوار وطني شامل يشمل جميع مكونات الشعب السوري. يؤكد زمام أن هذا الحوار سيسهم في بناء جيش وطني موحد مما يعزز وحدة البلاد واستقرارها.
يعتبر زمام أن الانفتاح العربي يمثل فرصة كبيرة لإعادة سوريا إلى الساحة الإقليمية، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ خطوات دبلوماسية فعالة لبناء علاقات جديدة مع العالم العربي والدولي. ومع ذلك، يظل السؤال قائما حول ما إذا كانت الإدارة السورية الجديدة تمتلك الأدوات الدبلوماسية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف في هذه المرحلة الحساسة.
فيما يخص التدخل التركي في الشمال السوري، يصفه زمام بأنه انتهاك للسيادة السورية، حيث تسعى أنقرة إلى محاربة القوات الكردية التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي. وبينما تظهر تركيا استعدادها لاتخاذ إجراءات حاسمة، يعتقد زمام أن الحل يكمن في الحوار مع قوات سوريا الديمقراطية ودمجها في الجيش الوطني السوري لتحقيق الاستقرار ومنع تقسيم الأراضي السورية.
أما على الصعيد العربي، يرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بناء سوريا موحدة ومستقرة سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة بأسرها. يشير زمام إلى أن الدعم العربي ضروري، لكنه يتطلب من دمشق إظهار جدية في تحويل الأقوال إلى أفعال. ورغم ذلك، يظل هناك قلق بشأن التنسيق بين الدول العربية وتركيا بشأن المسار السياسي في سوريا، إذ يطرح التساؤل حول مدى قبول الدول العربية للنفوذ التركي المتزايد في سوريا.
وتستمر التوترات بين تركيا وإسرائيل في تصاعد، حيث تشير التقارير إلى أن طموحات تركيا في استعادة نفوذها الإقليمي قد تؤدي إلى صراع جديد في المنطقة، ما يضع الإدارة السورية في موقف معقد. ومع ازدياد الضغوط الدولية والإقليمية، يواجه الاقتصاد السوري تحديات كبيرة، حيث يحتاج إلى رفع العقوبات لتشجيع الاستثمارات وخلق بيئة مواتية للنمو الاقتصادي. يعترف زمام بضرورة معالجة الوضع الأمني لضمان الاستقرار والازدهار الاقتصادي على المدى الطويل.
ويشير زمام إلى أن المرحلة القادمة تمثل فرصة لبناء دولة ديمقراطية تعددية في سوريا، ولكن ذلك يتطلب حوارًا داخليًا صادقًا وموازنة بين الاعتماد على القوى الخارجية والتنمية الذاتية.