شهد الشهر الحالي خطوة “غير متوقعة” من النقابة العامة للعلاج الطبيعي، حيث قرر أصحاب المعاشات التابعين للنقابة صرف زيادة المعاش الشهري، لكن الزيادة جاءت “مخيبة للآمال” حيث تم رفع المعاش إلى 500 جنيه فقط شهريًا بداية من يناير 2025.
الكارثة تكمن في أن هذه الزيادة تعتبر “غير كافية” لمواجهة غلاء الأسعار المستمر الذي يضغط بشدة على الطبقات الأقل دخلاً، في وقت كان فيه أمل الأعضاء يتصاعد بتحقيق تحسن ملموس.
تحركت الجمعية العمومية للنقابة العامة للعلاج الطبيعي ووافقت على حزمة قرارات جديدة، منها زيادة المعاشات الشهرية، لكن الزيادة المقررة جاءت بقدر محدود.
ففي خطوة كان يظنها البعض تقدمًا، أقرت الجمعية زيادة بمقدار 100 جنيه، لترتفع المعاشات من 400 إلى 500 جنيه شهريًا. القرار الذي كان من المفترض أن يكون خطوة نحو تحسين أوضاع الأعضاء، أصبح محل جدل واسع، إذ يتساءل الجميع: هل ستسهم هذه الزيادة فعلاً في رفع مستوى المعيشة؟ أم أن المعاشات لا تزال دون الحد الأدنى للأمل؟
وفي قرار آخر يثير الجدل، قررت النقابة زيادة الإعانات المرضية. لكن الحقيقة أن هذه الزيادة، التي رفعت المبلغ من 25 ألف إلى 30 ألف جنيه فقط، تعتبر خطوة صغيرة في مواجهة “المشاكل الكبيرة” التي يواجهها الأعضاء.
فالإعانات المرضية لا تعدو كونها جزءًا بسيطًا من التحديات المالية الضخمة التي يواجهها الأعضاء في وقت تتزايد فيه تكاليف الرعاية الصحية بشكل جنوني. المبلغ الجديد قد لا يغطي حتى نسبة ضئيلة من تكاليف العلاج المتزايدة في ظل الأزمة الصحية الحالية.
أصبح الوضع أكثر تعقيدًا مع كل خطوة تُتخذ، حيث كانت التوقعات على غير ما تحقق. كانت مطالب أصحاب المعاشات تتمحور حول رفع المعاشات بشكل يتماشى مع الزيادة الفعلية في أسعار السلع والخدمات، لكن ما حدث هو مجرد “تنفيذ جزئي” لوعود قد لا تكفي لتلبية أبسط احتياجات الحياة.
إضافة إلى ذلك، فإن البعض يرى أن هذه الإجراءات لا تتجاوز كونها محاولات “محتشمة” لامتصاص غضب الأعضاء دون توفير حلول حقيقية لرفع مستوى معيشاتهم. كل ذلك يطرح سؤالًا كبيرًا: ماذا بعد هذه الزيادة؟ هل ستشهد الأيام القادمة تحركًا أكثر جدية لمواكبة تطلعات الأعضاء؟
بينما تتصاعد الوعود بنقل النقابة إلى مرحلة جديدة من الرعاية الاجتماعية والمالية، يبقى أن الواقع يواجه تحديات أكبر من مجرد زيادات محدودة في المعاشات والإعانات.
السقف المأمول ما زال بعيدًا، والنقابة مطالبة بمواجهة حقيقة أن الأعضاء لا يحتاجون فقط لزيادة في المعاشات، بل لحلول جذرية من شأنها تغيير الوضع المعيشي بشكل جذري.
