100 يوم من الإضراب الدكتورة ليلى سويف تحتج على حبس علاء عبدالفتاح
أتمّت الدكتورة ليلى سويف اليوم 100 يوم من الإضراب الكامل عن الطعام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة ضد ما وصفته بسياسة الظلم المستمرة بحق نجلها علاء عبد الفتاح المعتقل في سجون النظام.
قررت سويف الوقوف في وجه نظام قمعي لا يرحم متحدية بذلك كل الظروف الصحية والنفسية القاسية التي تعيشها، في معركة تبدو أكثر قسوة من مجرد دفاع عن ابنها. أصرّت على رفع صوتها عالياً رغم الصمت الذي أحاط قضيتها وتجاهل الكثيرين لمطالبتها بتعديل قوانين الحبس الاحتياطي.
أصرت سويف على أن الحبس الاحتياطي الذي يتعرض له علاء لا يمكن أن يُعتبر مجرد إجراء مؤقت بل هو عقوبة مفروضة عليه منذ سنوات، في غياب محاكمة عادلة. رفعت شعارًا واضحًا بأن هذا الحبس هو حكم غير معلن بحقه، وأنه لا يمكن تجاهل هذه المسألة من دون أن يعاقب النظام على تصرفاته اللاإنسانية. طالبت بأن يتم احتساب فترة الحبس الاحتياطي من مدة العقوبة الفعلية، في محاولة لتسليط الضوء على الأزمة القانونية التي يعاني منها المعتقلون في البلاد.
نجحت سويف في أن تجعل من إضرابها عن الطعام قضية رأي عام تثير الاهتمام الدولي، حيث توافدت المنظمات الحقوقية والنشطاء من مختلف أنحاء العالم للمطالبة بالإفراج عن علاء عبد الفتاح. لكن وعلى الرغم من الضغط الدولي المتزايد، بقيت السلطة المصرية صامتة أمام صرخات الأم المنكوبة التي تواصل إضرابها دون تراجع. يتساءل كثيرون: إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟
إصرار ليلى سويف على مواصلة إضرابها في هذه الظروف الصعبة يعكس عمق الأزمة التي تعيشها عائلة عبد الفتاح، ويبرز حالة التحدي التي تواجهها ضد نظام لا يرحم. يتفاقم الوضع مع مرور الأيام، إذ تشعر الأم بأن آمالها في أن يتوقف هذا الكابوس تضاءل في ظل غياب أي تطورات إيجابية. صحيح أن كل يوم يمر يزيد من صعوبة موقفها، إلا أن العزيمة التي تتحلى بها تزداد قوة، متمسكة بقضية ابنيها أمام جدار من الصمت والتجاهل الحكومي.
ترتبط القضية في جزء كبير منها بمسألة الحريات العامة والحقوق الأساسية التي يبدو أن النظام لا يعبأ بها. ويظهر أن صمود سويف يعكس معركة أوسع من مجرد قضية شخصية؛ إنها معركة ضد الظلم وضد انتهاك حقوق الإنسان بشكل سافر. وبالرغم من كل المخاطر التي قد تتعرض لها صحتها، تظل صامدة أمام هذا الواقع المؤلم.
تواصل سويف نضالها متحدية قسوة الأيام والظروف الصحية التي تتدهور مع كل لحظة تمر. ومع مرور الوقت، يتزايد عدد الذين يتضامنون معها ومع قضيتها، لكن السؤال يبقى: هل سيستجيب النظام لمطالبها أم أن الأزمة ستظل تتفاقم أكثر؟