تقاريرثقافة وفنون

واقع كارثي لقصور الثقافة والحرف اليدوية في مصر يتطلب تحركاً عاجلاً ومؤثراً

يطالب الدكتور نبيل دعبس رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ بضرورة وضع قاعدة بيانات دقيقة عن بيوت وقصور الثقافة في جميع أنحاء مصر.

يشدد دعبس على الحكومة المصرية بالتوقف عن التستر وراء البيانات المزيفة حول حالة بيوت الثقافة في مصر فقد بات من الضروري أن نعرف الحقيقة كاملة عن هذه المؤسسات التي كانت يوماً تمثل قلاعاً للفكر والثقافة في المجتمع. من العار أن تتجاهل الدولة حالياً واقع هذه القصور وتكتفي بإظهار أرقام فحسب

فالحقيقة أن العديد من بيوت الثقافة أصبحت خاوية على عروشها بينما لا يزال البعض يقتصر على الورق والاسم فقط. يجب أن تكون هناك قاعدة بيانات شفافة حول هذه القصور لنحدد أين يقع الواقع الحقيقي في أماكننا الثقافية وأين يكمن الإهمال.

وأضاف دعبس بضرورة تحديد الأماكن التي تؤدي دورها على أكمل وجه والمراكز التي تقتصر على كونه مجرد مبانٍ دون أي نشاط حقيقي، مؤكداً أن المعرفة التامة بهذه الحقائق هي أساس اتخاذ القرارات الصحيحة لتطوير هذه المؤسسات.

يدعو دعبس إلى دعم بيوت الثقافة بشكل شامل من خلال تعزيز المحتوى الثقافي وتوفير التدريب اللازم للعاملين فيها. يطالب بضرورة تزويد هذه المؤسسات بأحدث الوسائل التكنولوجية والإنترنت لمواكبة التطور الذي يشهده العالم، بهدف جذب الشباب إلى هذه الأماكن الثقافية. يعتبر أن هذه الخطوات هي السبيل الوحيد لاستعادة دور الثقافة في المجتمع المصري.

يشير دعبس إلى أهمية الاهتمام بالمكتبات العامة ودعمها بكل الوسائل الممكنة. يطالب بتوفير التدريب المستمر للعاملين في المكتبات وتوسيع نطاق التواصل مع المثقفين في مختلف أنحاء الجمهورية، مشدداً على أن هذه الخطوات تعد ضرورية لبناء جيل مثقف وقادر على مواجهة التحديات.

يعبر دعبس عن قلقه بشأن الحرف اليدوية التي تواجه العديد من المشاكل، وأهمها البطالة ونقص التمويل. يذكر أن هناك حوالي 2 مليون حرفي في مصر يعانون من صعوبة في تسويق منتجاتهم، ويؤكد أن هذا الواقع يؤدي إلى خروجهم من الحرف التي يجيدونها. يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحل هذه المشكلات، من خلال فتح أسواق جديدة لمنتجات الحرفيين، وتنظيم معارض تسويقية لتسليط الضوء على إبداعات الشباب.

يؤكد دعبس على ضرورة تدريب الشباب الجدد على أيدي خبراء في الحرف اليدوية، معتبراً أن التدريب على المهارات العملية هو السبيل لتطوير هذا القطاع. يطالب بتفعيل دور المعلمين المتخصصين في المدارس الفنية لتعليم الحرفيين الجدد بشكل عملي بعيداً عن الأساليب النظرية التي تفتقر إلى التطبيق الفعلي.

يؤكد النائب طارق رسلان، نائب الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر، على أن مصر تتعرض لمخططات ممنهجة تهدف إلى إضعاف بنيتها الثقافية. يحذر من أن تلك المخططات تبدأ بنشر الشائعات وتهميش المؤسسات الثقافية، مما يشكل تهديداً حقيقياً للهوية المصرية. يدعو رسلان وزارة الثقافة إلى إعطاء الأولوية لقصور الثقافة في الأقاليم، مشيراً إلى أن هذه المناطق بحاجة إلى دعم وإمكانيات أكبر لمواجهة هذه الحملة المستمرة.

يدافع النائب عبدالعزيز النحاس عن مكانة مصر الثقافية، مؤكدًا أن مصر تمتلك تراثاً ثقافياً وحضارياً هائلًا، وأن السنوات الأخيرة شهدت تهميشًا لهذا الدور الثقافي. يشير إلى أن الغزو الثقافي الخارجي أصبح يستهدف الشباب المصري، ويجب على الدولة أن تعمل على استعادة الوعي الوطني وحماية الهوية المصرية. يطالب النحاس بتوحيد الجهود بين كافة الوزارات لمكافحة هذا التهديد الثقافي الذي يهدد أمن البلاد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى