ميدل إيست آي: نواب إسرائيليون يطالبون بقتل كل فلسطيني لا يحمل راية بيضاء في شمال غزة
أثارت مجموعة من برلمانيي اليمين المتطرف في كنيست الاحتلال غضبًا عارماً بعد دعوتهم للجيش لتصعيد حملته الدموية في قطاع غزة.
فقد طالب ثمانية أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست وزير الدفاع يسرائيل كاتس بإصدار أمر بتدمير جميع إمدادات المياه والغذاء والطاقة في شمال غزة، وهي الخطوة التي من شأنها أن تؤدي إلى تجويع الآلاف من الفلسطينيين.
وتتضمن مقترحات النواب التعامل مع أي رجل وامرأة وطفل متبقٍ في المنطقة لا يحمل علماً أبيضاً كهدف مشروع يجب قتله.
وزعم المشرعون، وبينهم أعضاء في حزب الليكود الحاكم وحلفائه في الائتلاف الصهيونية الدينية والقوة اليهودية وشاس، في رسالة أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه في تفكيك حكم حماس وإنهاء عملياتها العسكرية.
كما وجهوا اتهامات للجيش بعدم تنفيذ الطرد القسري للفلسطينيين “بشكل صحيح” من شمال غزة المحاصر، حيث لا يزال ما يقدر بنحو 70 ألف فلسطيني جائعين وبدون مأوى بينما تواصل قوات الاحتلال هجومها.
وأصر النواب على أنه يجب على جيش الاحتلال أن يفرض حصارا شاملا، ويدمر البنية التحتية الأساسية، وينفذ ما وصفوه بـ “التطهير الكامل” للمنطقة، مقترحين أيضا تطبيق مثل هذه التكتيكات القاسية في أجزاء أخرى من غزة، حيث جاء في الرسالة: “يجب أن يتم ذلك لا في شمال قطاع غزة فحسب، بل وفي كل منطقة أخرى”.
وانتقد النواب مسؤولي جيش الاحتلال لعدم تقديم تفسيرات واضحة خلال جلسات اللجنة حول سبب عدم اعتماد مثل هذه التدابير حتى الآن أو ما تنطوي عليه استراتيجية الجيش.
وتواجه دولة الاحتلال اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، ونشرت منظمات حقوق الإنسان مجموعة كبيرة من الأدلة التي تفصل التطهير العرقي وجرائم الحرب التي ارتكبها جيشها.
كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بعدوان الاحتلال على غزة.
وتتوافق مطالب النواب مع “خطة الجنرالات”، التي لقيت إدانات واسعة بسبب اعتبارها جميع المدنيين المتبقين في شمال غزة أهدافاً عسكرية ولكونها تنص على قطع الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى عنهم.
وقد نفذت دولة الاحتلال الخطة تدريجياً على الرغم من إدانات منظمات حقوق الإنسان، حيث أفادت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مستويات كارثية.
فقد انهار النظام الصحي في شمال غزة تماماً، حيث يعاني المستشفى الإندونيسي، آخر منشأة تعمل جزئيًا، من نقص المياه والكهرباء، ويضطر السكان إلى النزوح جنوباً في ظل ظروف مروعة، مع تقارير عن منع جيش الاحتلال لهم من أخذ متعلقاتهم الشخصية أو الملابس الدافئة على الرغم من انخفاض درجات الحرارة إلى مستوى التجمد.
وأفادت التقارير أن ستة أطفال رضع وشخص بالغ قد استشهدوا بسبب انخفاض درجات حرارة أجسامهم في الأسبوع الماضي، مما يسلط الضوء على الظروف المزرية التي يواجهها سكان غزة.
وفي الوقت نفسه، نددت المنظمات الإنسانية بتكتيكات الاحتلال باعتبارها عقابًا جماعيًا، حيث حذر مسؤولون من الأمم المتحدة من أن الوضع يتسبب في معاناة غير مسبوقة لسكان غزة المدنيين.