تشهد أروقة حزب الوفد عاصفة غضب غير مسبوقة بعد قرار رئيس الحزب الدكتور عبد السند يمامة بفصل رئيس الحزب الأسبق الدكتور السيد البدوي شحاتة بشكل مفاجئ وبدون استشارة الهيئة العليا للحزب.
تواصل العديد من قيادات حزب الوفد التصعيد بمطالبة واضحة وحازمة برحيل عبد السند يمامة عن رئاسة الحزب. تحذر هذه القيادات من أن نهج يمامة الفردي والمستبد يشكل تهديدًا حقيقيًا على مستقبل الحزب العريق، الذي كان يومًا ما رمزًا للديمقراطية والتعددية السياسية في مصر.
تمثل هذه المطالبات محاولة أخيرة لإنقاذ الحزب من الانهيار بعد ما شهد في السنوات الأخيرة تراجعًا في شعبيته وتأثيره السياسي.
اتخذت الهيئة العليا للحزب خطوات متسارعة لمواجهة الأزمة المحتدمة، وسط حالة استياء واسعة بين قواعد الحزب. يؤكد العديد من أعضاء الهيئة أن قرار فصل البدوي لم يخضع لأي من الإجراءات التنظيمية المعتادة، مثل التحقيق أو المشاورات الجماعية.
شددت الهيئة العليا على أن أي قرار بفصل عضو من مكانته في الحزب يجب أن يُعرض على الجهات التنظيمية المختصة، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة. بدلاً من ذلك، استمر يمامة في اتخاذ قراراته الفردية، متجاهلاً الأطر التنظيمية وتهديدًا لتماسك الحزب، مما دفع العديد من القيادات والشباب إلى المطالبة بتغييرات جذرية على مستوى القيادة.
بروز أصوات داخل الحزب تنتقد سياسات يمامة وتصفها بأنها غير دستورية وفردية جعلت الوضع داخل الحزب أكثر تأزمًا، إذ يرى كثيرون أن الوفد بات في حالة “أزمة وجود”.
أكدت بعض القيادات أن سياسة إقصاء القيادات التاريخية والشخصيات المؤثرة داخل الحزب مثل السيد البدوي، أدت إلى انشقاقات داخلية واسعة النطاق. حذروا من أن الحزب قد يفقد دوره الأساسي على الساحة السياسية في مصر إذا استمر الوضع على ما هو عليه. فالقرارات التي اتخذها يمامة منذ توليه المنصب كانت تهدف إلى إقصاء المعارضين وتهميش الأصوات التي تحمل رؤية نقدية.
تحذيرات جدية من قبل العديد من أعضاء الهيئة العليا تؤكد أن استمرار عبد السند يمامة في قيادة الحزب سيؤدي إلى مزيد من التدهور والانقسامات. لم يعد الخلاف يتعلق بقرار فصل البدوي فحسب، بل بمستقبل الحزب ككل.
أوضح أعضاء الحزب أن تمسك يمامة بالقرارات الفردية قد دفع بالشباب داخل الحزب إلى الشعور بالتهميش، مما يهدد بإبعاد الأجيال الجديدة عن المشاركة السياسية داخل الوفد. وأضافوا أن الحزب في حاجة إلى قيادة جديدة تعيد بناء الثقة مع قواعده الشعبية وتستعيد بريقه التاريخي.
الهيئة العليا تستعد لعقد اجتماع طارئ بهدف إعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب ومناقشة إمكانية إلغاء قرار الفصل واتخاذ خطوات حاسمة لإصلاح المسار.
تعتزم الهيئة مراجعة جميع القرارات التي اتخذها عبد السند يمامة في الفترة الأخيرة، وسط توقعات بأن يتم اتخاذ إجراءات جريئة لعزل القيادة الحالية. يرون أن الحزب بحاجة إلى قيادة تمتلك رؤية استراتيجية تعيد تماسك الحزب وتوحيد صفوفه أمام التحديات الحالية.
في تصعيد غير مسبوق، أعلن الدكتور السيد البدوي رفضه القاطع لقرار فصله واصفًا إياه بأنه غير قانوني وغير لائحي، متعهدًا بمواجهة هذه التجاوزات بكل الوسائل المتاحة.
أكد البدوي أن قيادة الحزب الحالية فقدت بوصلتها وأنه لن يجلس مع يمامة للتفاوض مادام في منصبه. يرى أن الحزب أكبر من الأفراد، ويجب أن يعود إلى قيمه الأساسية التي تم تهميشها بفعل القرارات الأحادية المتكررة.
الأزمة المتفاقمة داخل حزب الوفد تضع الجميع أمام سؤال ملح: هل ستكون هذه المطالبات برحيل يمامة هي بداية النهاية لعهد قيادته، أم أنها ستفتح الباب أمام عهد جديد يعيد للحزب بريقه؟
بات واضحًا أن أيام عبد السند يمامة على رأس حزب الوفد أصبحت معدودة في ظل تصاعد الغضب الداخلي والخارجي.
تطرح الأزمة أسئلة صعبة حول قدرة الحزب على إعادة ترتيب أوراقه وإنقاذ نفسه من الهاوية التي يقترب منها. هل ستتمكن الهيئة العليا من إحداث التغيير المطلوب قبل فوات الأوان، أم أن الوفد سيواصل الانحدار ليخسر مكانته في المشهد السياسي المصري؟
الأيام القادمة ستحمل الإجابة ولكنها بالتأكيد ستشهد مزيدًا من الصراعات الداخلية التي قد تحدد مستقبل هذا الكيان السياسي الذي كان يومًا من أعمدة الحياة السياسية المصرية.