عربي ودولى

حي العسالي.. من الحياة إلى بحر من الأنقاض: شهادة على الانتقام في دمشق

تحول حي العسالي، الذي كان يومًا ما منطقة حيوية في دمشق، إلى كومة من الأنقاض بسبب هدم المباني من قبل نظام الأسد. تقف المعالم المهمة شاهدة على مأساة إنسانية ودمار غير مسبوق شهدته المنطقة.

يستعرض تقرير جديد الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان حي العسالي بعد سنوات من النزاع. فقد تم استخدام الآليات الثقيلة لتدمير المنازل التي صمدت أمام القصف، مما خلق مشهدًا مثبتًا للانتقام والنزوح من قِبل النظام السوري. لم يعد هناك منازل، بل أصبح الحي عبارة عن قاع بحر من الأنقاض.

ومن بين ما تبقى، يقف مسجدا “حذيفة بن اليمان” و”عمر بن الخطاب”، حيث تم تدمير الكثير من المعالم الإسلامية في الحرب، ولكن هذين المسجدين ظلّا صامدين أمام رياح التدمير. تقاطعت الشهادات من السكان، حيث أشاروا إلى أن النظام منعهم من العودة إلى منازلهم بعد انتهاء المعارك في عام 2017، بينما كانت الفرقة الرابعة، التابعة لماهر الأسد، مسؤولة عن تطهير المنطقة وتحويلها إلى معسكرات عسكرية.

وأكد محمد نزيه حنيفة، أحد النازحين من الحي، أن الدمار لم يكن نتيجة الحرب فقط، بل “تحمل نزعة انتقامية وحاقدة”. واصفًا ما حدث بأنه شبيه بالنكبتين، حيث طُرد السكان من منازلهم، وتحولت حياتهم إلى معاناة وفقدان للأمل.

وفي حديثه حول ما فقده، قال حنيفة: “لقد فقدت شقيقتين و15 شهيدًا من عائلتي. نحن اليوم بلا منازل، ولكننا لا زلنا نملك الأرض التي نعود إليها”. وأصرّ على أنه سيسعى لإعادة زراعة الأرض التي كانت يومًا تمثل مصدر رزقه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى