تقاريرعربي ودولى

المتمردون في الكونغو يوسعون سيطرتهم على مناطق جديدة ويشردون 500 ألف شخص

استنكرت الولايات المتحدة بشدة الانتهاكات الصارخة لاتفاق وقف إطلاق النار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث نفذت حركة إم23 المتمردة اعتداءات جديدة وسيطرت على مناطق حيوية في شرق البلاد.

سيطرت قوات المتمردين بشكل كامل على بلدة ماسيسي نهاية الأسبوع الماضي في خطوة تمثل تهديدًا كبيرًا لاستقرار المنطقة وسلامتها.

أدانت الولايات المتحدة استمرار تقدم المتمردين، معتبرة أن هذا التحرك يقوض بشكل مباشر الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام عن طريق المفاوضات.

أكدت واشنطن أن السيطرة على ماسيسي ليست مجرد خطوة عسكرية بل تعد ضربة موجعة لكل الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع المتوترة في تلك المنطقة المضطربة. عانى السكان المدنيون بشكل مباشر من نتائج هذا التقدم العسكري الكارثي، حيث تم الإبلاغ عن مئات الآلاف من المشردين الجدد.

أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إلى أن هذه الهجمات الأخيرة لحركة إم23 أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل لا يصدق، حيث نزح نحو 500,000 شخص من منازلهم بحثًا عن الأمان. انتقد ميلر المتمردين ووصف أفعالهم بأنها غير مسؤولة، وتؤدي إلى تصعيد خطير وغير مقبول للأوضاع، مما يزيد من معاناة المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الصراع.

دعت الولايات المتحدة المتمردين إلى وقف جميع الأعمال العسكرية الفورية، والتوجه إلى طاولة المفاوضات بدلاً من تصعيد الصراع. شددت على أن الحل العسكري لن يجلب سوى المزيد من الدمار والفوضى، ولن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة الإنسانية في المنطقة. طالب المسؤولون الأمريكيون المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حاسمة للضغط على حركة إم23، لوقف هجماتها وعودة الأوضاع إلى مسار الحوار السلمي.

أثارت هذه الأحداث غضب المجتمع الدولي، حيث رأى أن الوضع يزداد تعقيدًا، في ظل تجاهل مستمر لاتفاقيات وقف إطلاق النار. أكدت تقارير ميدانية أن المدنيين المحاصرين في مناطق القتال يعيشون ظروفًا مأساوية، مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه النظيفة والمستلزمات الطبية.

استدعت الولايات المتحدة هذه التطورات لتشدد على أهمية استمرار الضغوط الدولية لمنع حدوث كارثة إنسانية جديدة في شرق الكونغو. ترى واشنطن أن حركة إم23 بعملها هذا تدفع المنطقة إلى شفا انهيار أمني شامل، وقد تؤدي أفعالهم إلى انفجار صراع إقليمي أوسع نطاقًا.

واصلت القوات المتمردة تحركاتها، متجاهلة كل نداءات التهدئة، مما يزيد من القلق العالمي تجاه مستقبل جمهورية الكونغو الديمقراطية. بينما تأمل الأطراف الدولية في التوصل إلى حل سلمي، لا يبدو أن حركة إم23 مستعدة للتنازل أو الاستجابة للدعوات الدولية.

اعتبرت الولايات المتحدة أن تطورات الأوضاع في الكونغو الديمقراطية تتطلب موقفًا دوليًا حاسمًا وسريعًا قبل أن تتفاقم الكارثة بشكل أكبر، مؤكدة أن الاستقرار في المنطقة مهدد بشكل غير مسبوق، إذا استمر هذا التصعيد العسكري غير المبرر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى