التعاون المصري العماني في مرحلة حرجة التحديات والمخاطر تحيط بالأمن الإقليمي والمصير مشترك
التقى وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبدالعاطي نظيره العماني بدر البوسعيدي في زيارة رسمية إلى مسقط حيث تم فتح ملفات التعاون بين البلدين وأهمية التصعيد في التنسيق السياسي خلال الأيام المقبلة
وأكد الجانبان أن العلاقات الثنائية بين مصر وسلطنة عمان بحاجة إلى إحياء وإنعاش إضافي لمواكبة التحديات التي تواجه المنطقة على كافة الأصعدة السياسة والاقتصاد والأمن.
صرح الوزيران بأن الزيارة تأتي ضمن سياق تبادل الزيارات على أعلى المستويات بين البلدين بعد زيارة الرئيس السيسي إلى مسقط في يونيو 2022 وزيارة السلطان هيثم بن طارق إلى القاهرة في مايو 2023 ليعيد من خلالها الجانبان التأكيد على أن التعاون الثنائي في مرحلة أكثر من حاسمة وأن الخطوات القادمة تحتاج إلى رؤية شاملة وموحدة لمواجهة الأزمات المتلاحقة.
دعا الوزير عبدالعاطي خلال اللقاء إلى إعداد الخطط العملية لتفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين التي ستعقد دورتها السادسة عشر في بداية 2025 لتحسين التعاون المشترك في مختلف المجالات الاستراتيجية
وأكد على أن هذه الدورة تعد حيوية للغاية في ظل الوضع الإقليمي المتقلب. أضاف الوزيران أنهما بصدد تكثيف التنسيق المشترك في مختلف المحافل الإقليمية والدولية حيث يشهد الشرق الأوسط نزاعات مستعرة وحروب مفتوحة في غزة وسوريا وليبيا إضافة إلى التحولات السياسية في السودان والصومال.
ناقش الاجتماع أيضًا التحديات التي تهدد الأمن في البحر الأحمر وتأثير هذا التوتر على الدول المتشاطئة بما في ذلك مصر خاصة في ظل تراجع الإيرادات من قناة السويس.
أشار الوزيران إلى أن الأزمة اليمنية تتطلب انتباها عاجلاً لحل سياسي شامل يضمن استقرار المنطقة مشيرين إلى ضرورة الدفع باتجاه التوصل إلى تفاهمات تراعي مصالح جميع الأطراف المعنية
وأكد وزير الخارجية المصري ضرورة التوصل إلى حلول جذرية للأزمات العربية المتعددة على اعتبار أن مصر وسلطنة عمان لا يمكنهما الوقوف مكتوفي الأيدي أمام التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة
وأوضح أن الوضع في غزة سيكون أولوية في التنسيق المستقبلي بين البلدين نظرًا لما يمثله هذا الصراع من تهديدات كبيرة لاستقرار المنطقة بكاملها.
اجتمع عبدالعاطي أيضًا مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني حيث نقل إليه تحيات الرئيس السيسي وتقديره للدور البارز الذي تلعبه سلطنة عمان على الساحة الإقليمية والدولية مشيرًا إلى أن التعاون الأمني بين مصر وعمان يشكل حجر الزاوية في استقرار المنطقة في ضوء الظروف المضطربة في الشرق الأوسط. شدد وزير الخارجية المصري على أهمية الحوار المشترك لإرساء دعائم الأمن العربي وأن التنسيق مع سلطنة عمان حول قضية الأمن القومي العربي يجب أن يكون أولوية قصوى.
في ختام اللقاء أكد الوزير عبدالعاطي أن التعاون الاقتصادي بين البلدين سيتخذ أيضًا منحى متطورًا في المرحلة المقبلة مشيرًا إلى مناقشته مع وزير التجارة والصناعة العماني قيس اليوسف لتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين مشددًا على أهمية تعميق الشراكة الاقتصادية ومواكبة التحديات الاقتصادية الحالية التي فرضتها الأزمات العالمية والأمنية.