تقاريرحقوق وحريات

كارثة حقوقية: الداعية محمود شعبان يواجه إبادة داخل سجنه الانفرادي

دخل الداعية محمود شعبان في إضراب كامل عن الطعام داخل محبسه الانفرادي في سجن وادي النطرون ليعلن تحديه لكل القيود التي فرضتها عليه السلطات لكن هذا التحدي يواجه به مصيرًا قاسيًا من الإهمال والتعذيب مع غياب كامل لأي مساعدة إنسانية أو صحية فحتى الآن لا تظهر أية بوادر للرحمة أو التراجع عن هذا الإجرام الذي يمارس عليه بأبشع الطرق

أُحيل شعبان مع 36 شخصًا آخرين من بينهم أعضاء بارزون في الجبهة السلفية إلى محاكمة جنائية بتهم تتعلق بإحياء جهاز سري تحت مسمى “لجان العمليات النوعية”، ولعل المصيبة الكبرى تكمن في أن قيادات الجبهة السلفية قد تم تدويرهم في عدة قضايا شائكة ومتكررة تدور حول نفس التهم دون أي تغيير ونتيجة لذلك تكررت المأساة وتوالت المحاكمات لتمثل انتهاكًا فاضحًا لأبسط حقوق هؤلاء الذين لا يزالون يرزحون خلف القضبان

طالت محاكمة محمود شعبان قضايا عديدة كان أبرزها الحكم الذي قضى عليه بالسجن المشدد 15 عامًا بتهمة الالتحاق بالجيش السوري الحر ليتم تخفيف الحكم لاحقًا إلى 5 سنوات وعلى الرغم من انهائه العقوبة في مايو 2024 فإن السلطات لم تتوقف عن مطاردته بل أعادت تدويره في قضيتين مختلفتين ليواجه بذلك ظلماً صارخاً لا يتوقف

تعنت السلطات وتكرار القضايا بحق شعبان دفع محاميه للإعلان عن صدمتها من تصرفات النيابة مشيرين إلى أن قرار إطلاق سراحه بعد انقضاء فترة حكمه لم يُنفذ وتفاجأ الجميع بتدويره في قضايا أخرى ليبقى في السجن رغم أن حكمه قد انتهى ليشمل ذلك أيضًا بقية أفراد الجبهة السلفية الذين تعرضوا لمعاملات شبيهة

لا يكاد يمر يوم إلا ويزداد الوضع الصحي للداعية شعبان تدهورًا فمعاناته داخل زنزانته الانفرادية بسجن وادي النطرون تتفاقم لتصل إلى حد الكارثة الصحية حيث يعاني من شلل مؤقت مع مشاكل صحية حادة جعلته يعتمد على كرسي متحرك في تنقلاته كما يعاني الآن من غليان واسع النطاق في جسده بسبب قسوة ظروف السجن ونقص الرعاية الطبية وهو ما يُعد انتهاكًا واضحًا لمعايير حقوق الإنسان في أبسط صورها

الحالة التي يعيشها شعبان لا تمثل فقط مأساة فردية بل هي نموذج حي لكثير من الانتهاكات التي يتعرض لها سجناء الرأي في ظل أوضاع تزداد سوءًا يوماً بعد يوم دون أي محاولة لتخفيف المعاناة أو تقديم حلول حقيقية للأزمة بل تأتي السلطة لتكمل هذا الظلم بممارسات أبشع من الإهمال المتعمد بكل تفاصيله

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى