أحزابتقارير

فيصل الجمال: سقوط مدوٍّ لحزب الوفد وتلاشي هويته في عهد عبدالسند يمامة

أثار عبدالسند يمامة عاصفة غير مسبوقة داخل أروقة حزب الوفد بتفكيك مبادئه وتهديد وجوده التاريخي تعالت الأصوات الناقدة في الداخل لتندد بقيادته التي شهدت انتهاكات للوائح الحزب وتهميشًا للقيادات التاريخية فصل قيادات مؤثرة كالدكتور السيد البدوي بدون مبررات قانونية أشعل نيران الغضب داخل الحزب.

واجه يمامة اتهامات بتفريغ الوفد من رموزه ومحاولاته تغيير هويته التاريخية استغل منصبه لتحقيق مصالح ضيقة، متجاهلًا إرث الحزب الليبرالي الذي يرمز للدفاع عن الحقوق والحريات جاءت التسريبات عن بيع مقاعد الوفد في الانتخابات لتزيد الطين بلة وتكشف حجم الفساد الإداري.

احتج الوفديون معتصمين داخل مقر الحزب مطالبين بإقالته متهمين إياه بخيانة المبادئ والسعي وراء مصالحه الشخصية بينما يذكّرهم المشهد بنهاية نعمان جمعة، إلا أن أزمة يمامة تجاوزت حدود الإدارة لتصبح أزمة وجود وهوية.

تبدو نهاية يمامة قريبة لا محالة فالحزب لم ينهزم أمام أزماته السابقة وينتظر أن يستعيد هويته الراسخة بعيدًا عن محاولات التلاعب

حيث جاء البيان تحت عنوان نهاية عبدالسند يمامة في حزب الوفد ..سقوط إدارة وتلاشي هوية

شهدت الساحة السياسية المصرية في العقود الأخيرة أزمات داخلية عصفت بحزب الوفد، أحد أعرق الأحزاب السياسية في مصر. ومع كل أزمة، يُعاد طرح تساؤلات حول الإدارة والحفاظ على هوية الحزب. وبينما كان رحيل الدكتور نعمان جمعة نتيجة صراع داخلي بسبب طريقته في الإدارة إلا أن أحداً من الوفديين لم يشكك في وطنية الرجل أوولائه لفكرة الوفد، إلا أن الأزمة الحالية مع عبدالسند يمامة تختلف اختلافًا جذريًا، حيث تدور الاتهامات حول التشكيك في وفديته بسبب محاولاته تفريغ الحزب من قيمه ورموزه التاريخية.

بين نعمان جمعة وعبدالسند يمامة ..اختلافات واضحة

لم يكن الخلاف مع الدكتور نعمان جمعة يومًا حول المبادئ أو هوية الوفد. فقد أدار الحزب بأسلوب أثار الجدل داخل أروقة الوفد، مما أدى في النهاية إلى صدام كبير وانتهى بخروجه عن قيادة الحزب. لكن مع ذلك، لم يُنظر إليه كرجل غريب عن الوفد، بل كقيادي اجتهد وأخطأ في الإدارة. على الجانب الآخر، يواجه عبدالسند يمامة اتهامات أخطر وأعمق، ليس فقط بسوء الإدارة، بل بالسعي لتغيير هوية الحزب التاريخية وبيع كراسيه ومواقعه لتحقيق مصالح ضيقة.

انتهاكات متكررة للوائح الحزب

منذ تولي عبدالسند يمامة قيادة الحزب، ظهرت سلسلة من الانتهاكات للائحة الحزب ومبادئه الديمقراطية. قرارات فصل قيادات تاريخية مثل الدكتور السيد البدوي دون سند قانوني أو تشاور داخلي أثارت موجة من الغضب. كذلك، شكاوى الأعضاء من تهميشهم وانفراد يمامة بالقرارات مما جعل الحزب يبدو كأنه يُدار من قبل مجموعة صغيرة لا تمثل القاعدة الوفدية العريضة.

محاولات تغيير هوية الوفد

الاتهام الأخطر الموجه إلى عبدالسند يمامة هو محاولاته المستمرة لتغيير هوية الوفد التاريخية. فبدلًا من الحفاظ على إرث الحزب كمنارة ليبرالية تُدافع عن الحقوق والحريات، بات الحزب في عهده أقرب إلى أداة تُستخدم لتحقيق مصالح آنية. وأثارت اتهامات بيع مقاعد الحزب في الانتخابات، وما صاحبها من تسريبات مشينة، عاصفة من الانتقادات، ليس فقط داخل الحزب، بل في الساحة السياسية المصرية ككل.

ردة فعل الوفديين

الاعتراضات على سياسات يمامة لم تتوقف عند القيادات، بل امتدت إلى شباب الوفد وأعضائه الذين اعتصموا داخل مقر الحزب مطالبين بإقالته. وصف المحتجون قيادته بأنها تُهدر تاريخ الحزب وتسيء إلى مكانته. ويتذكر الوفديون كيف واجه الحزب أزمات مشابهة في الماضي، لكنه كان دائمًا يعود أقوى وأكثر تماسكًا، وهو ما يأملون في حدوثه مجددًا.

نهاية يمامة ..حتمية مُنتظرة

تتزايد الأصوات داخل حزب الوفد مطالبة برحيل عبدالسند يمامة عن قيادة الحزب، في مشهد يُذكر بنهاية الدكتور نعمان جمعة، لكن مع فارق جوهري. فبينما كانت أزمة جمعة أزمة إدارة وخلافات داخلية، باتت أزمة يمامة أزمة هوية ووجود. يشكك كثيرون في وفديته وولائه للمبادئ التي قام عليها الحزب منذ تأسيسه. هذا الشك، مصحوبًا بغضب عارم من قواعد الحزب، يجعل بقاءه على رأس القيادة مسألة وقت فقط.

ما بعد يمامة ..استعادة هوية الوفد

تاريخ الوفد أثبت أنه قادر على تجاوز الأزمات والعودة أقوى مما كان. ومع اقتراب نهاية عبدالسند يمامة، يأمل الوفديون أن تُشكل هذه الأزمة نقطة انطلاق جديدة لاستعادة الحزب لهويته الحقيقية كممثل للشعب المصري ومدافع عن الحقوق والحريات. يتطلب ذلك قيادة جديدة تمتلك رؤية واضحة وتلتزم بمبادئ الحزب الديمقراطية، بعيدًا عن المصالح الشخصية والمحاولات المشبوهة لتغيير مسار الحزب.

الخلاصة

نهاية عبدالسند يمامة داخل حزب الوفد تبدو حتمية، لكنها تحمل درسًا هامًا حول أهمية الالتزام بالمبادئ والهوية. وكما تجاوز الحزب أزماته السابقة، فإنه قادر على تجاوز هذه الأزمة، شرط أن تتوحد الجهود لاستعادة مكانته التاريخية كحزب الأمة والمدافع عن إرادة الشعب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى