اعترف محمد شمروخ رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بحجم الكارثة التي تلوح في الأفق، حيث أكد أن الدولة لم تفرض أي رسوم على الأجهزة الشخصية للهواتف. في الوقت نفسه،
كشف عن أن التجار في الأسواق بدأوا في فتح أكثر من مليون و300 ألف هاتف من ماركات آيفون وسامسونج في يوم واحد فقط في محاولة منهم للتهرب من الضريبة الجمركية. أرقام صادمة تعكس مدى الفوضى والانفلات الذي يهدد الاقتصاد الوطني.
كشف رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عن حجم الكارثة الاقتصادية التي تشهدها الأسواق نتيجة لتهريب الهواتف المحمولة. فعل التهرب الجمركي أصبح سمة رئيسية في التجارة، مع فتح التجار لمليون و300 ألف هاتف في يوم واحد لتجنب دفع الضرائب المقررة. يبدو أن الأجهزة التي يتم تهريبها أصبحت جزءاً من عملية ممنهجة تهدف لسرقة حقوق الدولة.
تضارب في الأرقام وغياب الرقابة على الأسواق يتسبب في الفوضى، وأرقام الأجهزة المهربة تتزايد بشكل مخيف. تجد أن هذا التهرب الجمركي يترك ثغرات في النظام الاقتصادي ويؤثر بشكل كارثي على خزينة الدولة. هل يعقل أن يتم تهريب هذه الكمية الضخمة في فترة قصيرة؟ ألا يكشف ذلك عن مستوى عميق من الإهمال والضعف في إدارة الاقتصاد الوطني؟
كلما تم الحديث عن أزمة الهواتف المهربة، تتراكم علامات الاستفهام حول أسباب هذه الفوضى التي أصبحت تهدد هيبة الدولة. يبدو أن المسؤولين يواجهون أزمة في تطبيق القوانين والتشريعات الخاصة بتنظيم سوق الهواتف المحمولة. تهريب الأجهزة لا يمثل تهديداً فقط للضريبة الجمركية ولكن يشكل أيضاً خطراً على الأمن الوطني. من يضمن أن هذه الهواتف غير محملة ببرمجيات ضارة يمكن أن تعرض بيانات المواطنين للخطر؟ ومن يوقف هذا التدفق غير القانوني للأجهزة؟
التهرب من الضريبة الجمركية لم يعد مجرد عمل فردي بل أصبح عملية منسقة بين التجار الذين يستغلون الثغرات القانونية لأقصى حد. الشكوك تتزايد حول تورط بعض الأطراف في تلك الأنشطة التجارية غير القانونية، وهذا يتطلب تحركاً عاجلاً لمراجعة الإجراءات الأمنية والجمركية. ما هو المدى الذي ستصل إليه هذه العمليات قبل أن نكون أمام أزمة اقتصادية حقيقية لا يمكن التحكم بها؟
هذه القضية لا تتعلق بمجرد تهريب بضائع، بل هي مؤامرة اقتصادية تهدد كيان الدولة. المطلوب الآن هو وقفة حازمة أمام هذا الانفلات الذي يؤثر بشكل مباشر على أموال المواطنين. الأرقام توضح حجم الكارثة، والوقت لم يعد في صالحنا لإيقاف هذا النزيف الاقتصادي.