الوزير السابق أسامة هيكل يكشف عن كارثة الإعلام المصري: غياب التنوع واحتكار الرأي
يشير أسامة هيكل الوزير السابق للإعلام المصري إلى واقع كارثي يعيشه الإعلام المصري الآن وهو انعكاس لغياب التنوع والانفراد بالرأي الذي بات يهيمن على المشهد الإعلامي.
يصف هيكل الوضع على أنه خطير للغاية بسبب عدم وجود بدائل حقيقية لوجهات النظر التي يتم فرضها على الجمهور بشكل يومي.
يرصد هيكل تراجع حاد في قدرتنا على استيعاب أصوات مختلفة حيث يطغى الرأي الواحد ويُحاصر أي محاولة للتميّز والاختلاف. يلاحظ أن الإعلام المصري أصبح مسلوب الإرادة نتيجة تحكم قلة في توجيه الرسائل الإعلامية وتوجيه الرأي العام بما يتماشى مع أجندات محددة.
يطالب هيكل بضرورة إعادة بناء النظام الإعلامي المصري بحيث يعكس التنوع الفكري والسياسي الذي نحتاجه في هذه المرحلة الحرجة. يعترف أن الإعلام يجب أن يكون مرآة حقيقية للمجتمع لا أداة لتشكيل الرأي وفق رغبات قلة. يشدد على أهمية أن يكون الإعلام مرنًا قادرًا على تقديم كافة الأفكار والرؤى وفتح الباب لجميع الأطراف السياسية لتكون موجودة في الساحة. يوضح أنه في غياب ذلك، يصبح الجمهور معزولًا عن الحقيقة ويتعرض لتوجيهات مغلوطة قد تؤثر سلبًا على مصير البلاد.
يشير هيكل إلى أن الأحزاب السياسية التي كانت تمثل حجر الزاوية في تنوع الرأي أصبحت غائبة تمامًا عن الساحة السياسية. يشدد على أن غياب هذه الأحزاب يجعل المشهد السياسي والإعلامي محصورًا في دائرة ضيقة، تتصارع فيها القوى الحاكمة وتُهمش آراء الآخرين بشكل متعمد. يلفت نظر الجميع إلى خطورة أن تكون الساحة الإعلامية والسياسية في يد مجموعة ضيقة لا تمثل الشعب بأسره. يشدّد على أن هذه الانفرادية تهدد بتفكيك الوطن وتجعله يعيش في حالة من العزلة عن الواقع.
يكشف هيكل عن الفشل الذريع للأحزاب السياسية في مصر، حيث أصبحت غائبة تمامًا عن التأثير في مجريات الأمور، وهو ما أدى إلى تفريغ الساحة السياسية من أي صوت معارض أو بديل حقيقي. يصف غياب الأحزاب بأنه أكبر كارثة سياسية، لأنه يجعل الإعلام يتخذ شكلًا دكتاتوريًا بلا منافس، في الوقت الذي يُحرم فيه الشعب من حقه في رؤية وجهات نظر متعددة. يحمّل هيكل مسؤولية هذا الوضع السياسي والإعلامي المهزوز للسلطات التي سمحت باحتكار القرار السياسي والإعلامي في يد قلة لا تمثل تنوع المجتمع المصري.
في تحذير حاد، يؤكد هيكل أن هذه الأزمة الإعلامية والسياسية تهدد تماسك المجتمع المصري، وإذا لم تُتخذ خطوات عاجلة للتغيير، فإن البلاد ستدخل في نفق مظلم يصعب الخروج منه.