اشتباكات عنيفة وجرائم حرب تجتاح سوريا وتهز استقرار النظام
أعلنت مصادر محلية في سوريا عن وقوع حادث مأساوي جديد في اللاذقية حيث سقط قتلى جراء هجوم إرهابي نفذه مطلوب متهم بارتكاب جرائم حرب في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
الهجوم وقع في حي العوينة وتسبب في مقتل عنصرين من القوى الأمنية التابعة للنظام، بينما تمت تصفية الجاني من قبل قوات الأمن بعد أن ألقى قنبلة على موقعهم.
المعركة كانت شديدة بين القوى الأمنية والمطلوب الذي لم يكشف المرصد السوري عن هويته، ما يثير تساؤلات بشأن حجم العمليات السرية التي يشرف عليها العديد من المطلوبين. تلك الحوادث المستمرة تفضح العلاقة المعقدة بين الأجهزة الأمنية ومرتزقة النظام الذين يعتقد البعض أنهم لا يزالون يعيثون فسادًا في البلاد.
إلى جانب هذه الأحداث المروعة في اللاذقية، لا تزال العمليات الأمنية تتسارع في مختلف المدن السورية، حيث أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن اعتقال شخصين متهمين بالمشاركة في ارتكاب مجازر بحق أهالي مدينة بانياس في ريف طرطوس.
هؤلاء المطلوبون الذين نفذوا عمليات قتل جماعي ضد المدنيين، كانوا يشكلون جزءًا من جهاز أمن النظام، ولا يزالون يواصلون تنفيذ الجرائم رغم سقوط النظام في العديد من المناطق. هذه الاعتقالات تؤكد أن حلقات الفساد والإرهاب ما زالت تؤثر بشكل كارثي على استقرار سوريا.
وفي مدينة التل بريف دمشق، تواصل القوات الأمنية حملاتها المكثفة ضد الأسلحة المسروقة من الوحدات العسكرية السابقة. لكن هذه الحملة ليست سوى جزء من ملاحقة المطلوبين في مختلف المناطق السورية.
الأجهزة الأمنية ألقت القبض على العشرات في هذه الحملة الشرسة، لكن الحقيقة الأكثر إثارة هي أن هذا النوع من الحروب الداخلية سيستمر طالما أن شبكات الفساد والإرهاب تظل مسيطرة. الأوضاع الأمنية في العاصمة دمشق والريف المحيط بها ما تزال على شفير الهاوية.
من جهة أخرى، شهدت مدينة الصنمين في ريف درعا اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية مسلحة، ما تسبب في حالة من الفوضى والاستنفار الأمني. القوى العسكرية التابعة للنظام تدخلت لفض الاشتباك بشكل عاجل، لكن العملية كشفت عن حجم التوترات الداخلية العميقة التي يعاني منها الجنوب السوري. قوات النظام قامت بفرض سيطرتها على الأماكن الحكومية وأعلنت أنها ستنظم الأمن بعد سحب السلاح الثقيل والمتوسط من المجموعات المحلية. هذا التدخل يعكس عجز النظام عن إحكام السيطرة على المناطق التي كانت تعتبر آمنة سابقًا.
تتواصل هذه الأحداث المتسارعة في كل من درعا والسويداء، حيث اشتباكات عشائرية مدمرة تزامنت مع عمليات قتل جماعي وعنف بين العشائر. هذه الأحداث تشير إلى أنه لا توجد أي قوة قادرة على السيطرة على الوضع المتفجر في معظم المناطق السورية.