تسارع شركة “إيني” الإيطالية للطاقة إلى تأكيد استعدادها لاستئناف عمليات الحفر في حقل غاز ظهر المصري، حيث تشرع سفينة الحفر العملاقة “سايبم 10000” في إنهاء مهماتها الحالية وتنتقل في غضون الأسابيع المقبلة إلى المياه المصرية.
تستعد الشركة لبدء عملية الحفر في حقل ظهر باستخدام أحدث التقنيات المتاحة، بهدف رفع مستوى إنتاج الغاز وزيادة كمياته المتدفقة للسوق، مما يثير توقعات كبيرة حول مستقبل إمدادات الغاز الحيوية في البلاد.
تشجب وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية بقوة ما تم تداوله من شائعات حول تأجيل خطط “إيني” لاستخراج كميات جديدة من الغاز من حقل ظهر. تصر الوزارة على عدم صحة تلك المزاعم التي انتشرت عبر وسائل الإعلام دون التحقق من المصادر المعتمدة، مؤكدة في بيان رسمي أن الطقس الشتوي في البحر ليس عاملاً معطلاً للتنقيب كما ادّعت بعض التقارير الصحفية.
تندد الوزارة بنشر الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى إثارة البلبلة في قطاع الطاقة المصري، موجهة سهام النقد تجاه المنابر الإعلامية التي تتسرع في نشر معلومات غير موثوقة دون الاستناد إلى المصادر الرسمية. تؤكد وزارة البترول أن التواصل مع المتحدث الرسمي للوزارة أو شركة “إيني” يمثل الوسيلة الوحيدة للحصول على المعلومات الدقيقة، داعية الجميع إلى توخي الدقة في تناول مثل هذه الملفات الحساسة التي قد تؤثر على الاقتصاد الوطني.
تصعّد الشركة الإيطالية خطواتها الاستراتيجية لتوسيع إنتاج الغاز في ظل ضغوط الأسواق العالمية على قطاع الطاقة، مما يجعل مشروع حقل ظهر واحداً من أهم وأكبر الحقول الغازية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. تستهدف الشركة زيادة الإنتاج بسرعة، في ظل التنافس المتزايد على مصادر الطاقة الحيوية. ومن المتوقع أن يلعب الحقل دوراً محورياً في تعزيز إمدادات الغاز إلى الأسواق الأوروبية، التي تواجه أزمة طاقة غير مسبوقة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الإقليم.
تستمر وزارة البترول في التعبير عن قلقها إزاء التداعيات المحتملة لنشر الأخبار المغلوطة حول مشروع حقل ظهر، حيث ترى أن مثل هذه الشائعات قد تزعزع ثقة المستثمرين الأجانب في القطاع وتؤدي إلى تأخير خطط التنمية. تشدد الوزارة على التزامها الكامل بدعم خطط “إيني” وتنفيذها بشكل سريع وفعال لضمان استمرار إنتاج الغاز وزيادته، مؤكدة أن التعاون بين الجانبين يتسم بالشفافية والمصداقية.
يرتقب العالم الخطوات التالية في هذا الملف الحساس، حيث تراقب شركات الطاقة الكبرى الأسواق عن كثب، وتُعتبر أي تأخير أو اضطراب في عملية الإنتاج في حقل ظهر بمثابة أزمة جديدة قد تزيد من تعقيد مشهد الطاقة العالمي، خاصة في ظل الاضطرابات التي يشهدها السوق الأوروبي وتعثر مصادر إمداد الغاز الطبيعي.
في ظل هذه التوترات، تبقى العيون شاخصة نحو حقل ظهر، إذ تعكس الأجواء الغائمة حول مستقبل إنتاج الغاز في مصر مخاوف أوسع نطاقاً حول استقرار إمدادات الطاقة في المنطقة ومدى قدرتها على مواجهة التحديات المقبلة.