بدأت المجزرة في غزة فجر يوم الجمعة لتستمر بلا هوادة يضرب فيها الاحتلال قلب القطاع الحزين عاصفة من الموت والدمار جاعلاً منها أرضاً تُجسد أفظع صور الحرب والقتل العشوائي ففي الساعات الأولى من الفجر تدفقت صواريخ الطائرات الحربية لتسقط على رؤوس المدنيين دون تمييز بين امرأة وطفل وكهل فاستشهد أكثر من 70 شخصاً حتى اللحظة في حصيلة غير نهائية لتصبح غزة ساحة قتال وحرب غير متكافئة بين أعتى قوة عسكرية في المنطقة وأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في أرض تحت الاحتلال
ألحقت الغارات الوحشية أضراراً جسيمة بالمنازل والمرافق الحيوية حيث دمر العديد من المباني السكنية بأكملها بينما دُمرت شبكات الكهرباء والمياه ليصبح الوضع أكثر كارثية في القطاع المحاصر أصلاً بفعل الحصار المستمر منذ سنوات مما جعل من عملية إنقاذ الجرحى والمصابين أكثر تعقيداً وسط انقطاع الكهرباء والدمار الهائل الذي أوقعته الصواريخ المحرمة دولياً
استهدفت الغارات المناطق السكنية بلا رحمة في الوقت الذي كان فيه المدنيون يحاولون النجاة بأرواحهم إلا أن قذائف الاحتلال كانت تلاحقهم في كل مكان فنشأت مأساة إنسانية ضخمة بسبب القصف العشوائي المتواصل دون توقف وهو ما يزيد من معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً من التدهور المستمر في الوضع الصحي والاجتماعي نتيجة الحصار الخانق والانتهاكات المستمرة
لم تكتفِ آلة الحرب الصهيونية بالمجازر اليومية بل انتقلت إلى تصعيد هائل في الهجمات الجوية التي استهدفت المدنيين والأحياء السكنية خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية حيث تهدم الجدران ويسقط الأبرياء على الأرض بلا رحمة أو شفقة في مشهد يثير الغضب والاشمئزاز من عالم يعجز عن الوقوف في وجه آلة القتل المتوحشة
في الوقت الذي تزداد فيه أعداد الضحايا وتغرق المستشفيات بالجرحى لم تُقدم أي جهة دولية على اتخاذ خطوة حقيقية لوقف هذا العدوان المستمر وكأنهم لا يرون المأساة الإنسانية التي تتكشف أمام أعينهم بشكل يومي حيث تزداد الأوضاع سوءًا وتتعاظم أعداد الشهداء ليصل عددهم في الساعات الأخيرة فقط إلى 70 شهيداً بينما تتزايد أعداد المصابين الذين يواجهون مصيراً مجهولاً في غياب الدعم الطبي والمساعدات الإنسانية في ظل الحصار المشدد الذي يعيشه القطاع منذ سنوات
يستمر العدوان دون أي توقف وبموافقة دولية ضمنية بل تبدو غزة وكأنها مجرد ساحة اختبار لأسلحة جديدة يستخدمها الاحتلال ضد المدنيين العزل بلا أي رادع أو ضمير بشري فكلما ارتفع عدد الشهداء وازداد عدد المصابين وكلما تعمق الدمار أصبح العالم أكثر صمتاً وغياباً عن الحدث بل إن بعض الدول تضفي الشرعية على جرائم الحرب هذه بتصريحات محابية للاحتلال
يُحاول سكان غزة العيش وسط هذه الكارثة حيث تزداد المحاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط غياب تام للأمل في أي حل قريب ينهي معاناتهم لكن يبدو أن الحروب ضدهم لن تنتهي قريباً بل ستزداد سوءاً وتدميراً في الأيام القادمة في ظل تواطؤ المجتمع الدولي الذي لا يرى في غزة إلا دماراً فوق دمار.