يشهد أهالي حي الصداقة في أسوان وضعًا كارثيًا ومأساويًا بعد انقطاع المياه عن منطقتهم لمدة 11 يومًا متواصلة ما ألقى بظلاله على حياتهم اليومية وخلق حالة من الغضب والاستياء بين السكان الذين يعانون في صمت بعد أن تخلت عنهم الجهات المعنية بشكل كامل
ورغم المطالب المتكررة التي أطلقها الأهالي إلا أن الوضع لم يتغير بل زاد الأمر تعقيدًا وأصبح من الصعب تحمله في ظل غياب الحلول الجذرية.
يطالب السكان المسؤولين بالتدخل الفوري لإنهاء معاناتهم التي وصلت إلى حدود لا يمكن السكوت عنها بعد أن باتت المياه التي هي من أساسيات الحياة عملة نادرة في المنطقة إذ عجز الأهالي عن الحصول عليها من خلال الشبكة العامة وأصبحوا في صراع مستمر للحصول على قطرات مياه من المصادر البديلة التي أصبحت هي الخيار الوحيد رغم افتقارها إلى الجودة.
تعتبر هذه الأزمة واحدة من أخطر الأزمات التي يعاني منها المواطنون في المنطقة التي يعانون فيها من الأوضاع الاجتماعية الصعبة أصلاً إضافة إلى غياب الدعم الحكومي وغياب المسؤولية تجاه حقوقهم الأساسية ما خلق حالة من الإحباط الشديد بين الأهالي الذين لا يعرفون إلى أين يتجهون لتلبية أبسط احتياجاتهم في ظل انعدام الحلول أو حتى الاستجابة الفعالة من السلطات المختصة التي بدورها اكتفت بالوعود الجوفاء.
يتساءل السكان عن السبب في استمرار الأزمة وتفاقمها بلا أفق للحل رغم محاولات العديد من الأطراف المحلية التدخل، لكن دون جدوى، ما جعلهم يشعرون بأنهم مهملون وغير مرئيين في نظر الحكومة فكيف يُعقل أن يعاني الآلاف من انقطاع المياه لهذه المدة الطويلة في وقت يتحدث فيه الجميع عن التنمية والتطور وهو ما يثير تساؤلات حقيقية حول مدى جدية الجهات المعنية في تحسين الوضع وتوفير حياة كريمة للمواطنين في هذه المنطقة المنسية.
يعيش الأهالي حالة من القلق المستمر إذ يشهدون تداعيات خطيرة لهذا الانقطاع المستمر، إذ أصبحت حياتهم في خطر بسبب تهديد الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وتدهور الأوضاع الصحية بشكل غير مسبوق كما أن تراجع مستوى النظافة في المنطقة زاد من القلق وسط تزايد عدد الحالات المرضية التي بدأت بالظهور نتيجة تفشي الأمراض بسبب تلوث المياه وصعوبة الحصول عليها.
لا يزال الأهالي يأملون أن تتحرك الحكومة وتتخذ إجراءات عاجلة وفعالة لإعادة المياه إلى الحي وتوفيرها بشكل منتظم كي يتوقف مسلسل المعاناة الذي يبدو أنه لن ينتهي ما لم يكن هناك تدخل سريع يحفظ كرامة المواطنين ويضمن لهم أبسط حقوقهم في الحياة.