تواصل الفظائع في قطاع غزة تجاوز كل الحدود مع دخول العام 2025، حيث تكمل المجازر يومها الـ453 دون توقف، وأطلقت كتائب القسام، في خطوة جديدة، رشقة صاروخية باتجاه مستوطنة “نتيفوت” كجزء من ردٍ غير مسبوق على العدوان المتواصل، في حين تواصل إسرائيل استهدافها العنيف للمدنيين في القطاع.
يشهد قطاع غزة مذبحة يومية لم يشهد العالم مثلها في العصر الحديث، فكل يوم يحمل في طياته عشرات القتلى والمصابين، والدماء تتدفق دون أي مراعاة لحقوق الإنسان.
يشهد المخيمات الفلسطينية اليوم وضعًا كارثيًّا على مستوى الحياة اليومية، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية الأحياء الجنوبية الشرقية لمخيم البريج للاجئين، وسط القطاع.
تلك الهجمات تأتي بعد دعوة غير مسبوقة من جيش الاحتلال لمواطني المخيم بإخلاء المنطقة، رغم أن المأساة لا تترك لهم خيارًا إلا الموت أو النزوح في ظروف لا إنسانية.
في وقتٍ لا يتوقف فيه العدوان، تتسارع أعداد القتلى من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة.
تسجل الإحصائيات الفلسطينية كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث أعلن مركز الإحصاء الفلسطيني عن انخفاض كارثي في عدد السكان بنسبة 6% مع نهاية عام 2024.
جاء ذلك في ظل حرب إبادة إسرائيلية لا تلوح لها نهاية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 45 ألف شخص منذ أكتوبر 2023، بما فيهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء.
تبرز أرقام مأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية، فحوالي 98% من الشهداء هم من أبناء قطاع غزة. كما أن أكثر من 100 ألف فلسطيني اضطروا إلى مغادرة القطاع بحثًا عن أمل في حياة لا تحتضر.
يشير التقرير إلى تدهور حاد في أعداد السكان، حيث انخفض العدد بنحو 160 ألف فلسطيني ليصل إلى 2.1 مليون نسمة، 47% منهم أطفال دون سن الثامنة عشرة.
هذه الإحصائيات ليست فقط أرقامًا، بل هي مرآة لواقع أليم يعكس القتل والتشريد اليومي. في المقابل، تسلط وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على قادة الاحتلال، مثل العميد يهودا فاخ، الذي يُتهم بتنفيذ عمليات إبادة جماعية في القطاع، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني على الأرض.
أما في مجال المفاوضات، فلا أمل يلوح في الأفق بوقف الحرب، خاصة مع تعنت إسرائيل في عرقلة كافة المساعي الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى.
لم تبقَ أمام الفلسطينيين سوى مواجهة هذا العدوان بكل ما أوتوا من قوة، في وقتٍ تواصل فيه إسرائيل سعيها لتمزيق غزة وتدمير ما تبقى من أمل في الحياة.