بدأت مروحيات الاحتلال الإسرائيلي في شن غارات قاسية على خيام النازحين في غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة مخلفة وراءها دماراً هائلًا ومجزرة إنسانية جديدة في سلسلة عمليات العدوان التي تشهدها المنطقة بشكل مستمر
لم يتوقف الطيران الحربي الإسرائيلي عن قصف المنطقة بكل وحشية موجهًا صواريخه نحو مئات الخيام التي أقامها النازحون هرباً من معركة وحرب شاملة أرهقتهم وأجبرتهم على مغادرة منازلهم
وها هم الآن يجدون أنفسهم ضحايا قصف غير مبرر هذه الضربات جاءت لتزيد معاناتهم وتفتح جروحاً جديدة وتُسجل نقطة مظلمة في تاريخ الحروب الإسرائيلية على غزة
تستمر المروحيات في استهداف الخيام المبنية من مواد بسيطة وأغطية رثة تقاوم الرياح ولا تستطيع مقاومة القصف العنيف لا يهمهم في شيء مَن يختبئ تحت تلك الخيام فقد أُلحقت خسائر ضخمة بالأرواح والممتلكات فهذه الهجمات لا تفرّق بين المدنيين والمجاهدين تبقى أصوات الانفجارات تُمزق الأفق ويغطي الدخان السماء وتواصل المنطقة خسائرها في ظل غياب الدعم الدولي والمجتمعي
من جهة أخرى اندلعت اشتباكات عنيفة للغاية بين قوات السلطة الفلسطينية والمقاومين في محيط مخيم جنين شمال الضفة الغربية حيث تحولت المنطقة إلى ساحة معركة لا يرحم فيها أحد ولا يحترم فيها أي قانون اشتباكات ضخمة بين الطرفين حولت الحياة إلى جحيم في المخيم بعدما شنت القوات الفلسطينية هجمات عنيفة على مواقع المقاومة الفلسطينية وهي المواجهات التي اتسعت رقعتها لتطال كافة أرجاء المنطقة المخيم يُسجل من جديد نقطة ساخنة في الصراع الدموي المستمر بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال
تأخذ الاشتباكات طابعاً شديداً حيث يواصل كلا الجانبين استخدام الأسلحة الثقيلة لتبادل النيران وقطع الطريق على أي هدنة قد تلوح في الأفق هذا الوضع زاد من تعقيد الموقف في جنين وأدى إلى مزيد من التوتر الذي بدأ يهدد بنشوب حرب داخلية مريرة تفرز أزمات اجتماعية إضافية وتعمق الأزمة السياسية
لا يزال الجميع في حالة انتظار ترقب لما ستؤول إليه هذه التصعيدات في ظل الانقسام السياسي الفلسطيني الذي يزداد يوماً بعد يوم وتعدد اللاعبين في المعركة على الأرض بين المقاومة من جهة وبين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال من جهة أخرى حيث يبقى المدنيون في خط النار وتزداد فصول المأساة يوماً بعد يوم دون حلول تلوح في الأفق
في ظل هذا الواقع المدمر يبقى السؤال الذي يطرحه الجميع إلى متى ستظل غزة والضفة في قلب العاصفة المتواصلة في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من غياب الأمل ومن دمار ينهمر عليهم من كل حدب وصوب