كلمات تخاطب الامه المصرية بأسرها،
من يقف تحت لافته الحكم ومن يقف تحت لافته المعارضة، من يسكنها.ومن أجبر أن يغادرها.
تلك الكلمات ليس مجرد أداة، للتعبير ، عن لحظات فارقة، في مطلع عام جديد
بل هي صوت للضمير الحيّ، الذي يدرك أن على عاتقه و علي غيره مسئولية إعادة تعريف ، وتصحيح المسار، وإحياء الحلم ، بوطن يحيا فيه الجميع بسيادة و بكرامة وحرية،وعدل.
طالت معاناة مصر من انقسامات عميقة.
بين السلطة، ومعارضيها ، وبين الداخل ، والخارج، وبين ماضٍ يثقل كاهل الجميع ، بتراث من اللدد، والعناد،والأستبداد ،والخصومات ”الصفرية”
التي يريدها البعض أبديه بما يقودنا، لمستقبل غامض، لا يزال في طور الميلاد، والتشكّل. فاما أن يولد مشوهاً مجهدا بأعباء الانقسامات،التي لم تعد مجرد ،خلافات سياسية ،او ثأريه ،
بل تحولت إلى ندوب اجتماعية ،وثقافية، في العقل الجمعي،أثّرت على النسيج الوطني، وفتحت ثغرات قد تهب منها -في لحظة ما – رياح عاتية ،لا قبل لنا بها.
و السؤال اليوم ، ليس بسبب الخوف ،أو اليأس، ليس بمنطق (المنتصر او المهزوم)
بل هو سؤال الأمل في وطن ينتصر ، امام التحديات، او ينكسر في مواجهتها ؟!
فهل يمكننا أن نبدأ من جديد في بناء الثقة، المفقودة واللحمة الموؤدة التي ينبغي أن تكون حاضره في أوقات الأزمات
ينبغي أن تكون،هدفا -مشتركا- وليست مجرد شعارا يزايد به البعض، لتعميق روح الانقسام وثقافة الإقصاء ؟
اللحمة الوطنية المرجوه -والمستحقة- : ليست مجرد شعار يُرفع في المناسبات، أو للمزايدات بل هي الأساس الذي تبنى عليه الأوطان. ويشكل مناعتها الذاتية
فثقافة انكار الواقع
لا تغير الحقيقة، ولا تخلق واقعاً جديداً
فهل من عاقل، ينكر حقيقة أننا نعيش في عالم مضطرب، تواجه فيه مصر ، تهديدات ، وتحديات جسام ؟
تبدأ التحديات،من حدودها الشرقية
وتمتد إلى عمقها الداخلي.
من منا يملك تجاهل او انكار ان الواقع -السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر 2025 ، بات مغايرا كلياً، للواقع عام 2015 ؟
فلا السلطة عام25 علي حالها في 15 ولا المعارضة ايضا.
فقد تفككت ، الثقة بين المواطن ومؤسساته، ورموزه السياسية سواء كانت الموالية او المعارضة..
فمن يري انه في 2025
في وضع افضل من2015
ينبغي ان يتوقف فورا عن قراءة هذا المقال؟
فهذه سطور لا يستهدف كاتبها -مطلقا- مقارعة او مبارزة او معايره احد
او كسب نقاط
في أشواط تعادلت فيها النتيجة بالهزيمة
بين هزيمة -منكرة – وخسارة -محققة- او حتي -مؤجلة –
بعيدا عن منطق المنتصر والمهزوم،فالوطن ، كله مهدد بالخروج من ”الدوري”
فان لم ننتبه ان الاستقرار الداخلي ضرورة استراتيجية- للبقاء ، لا رفاهية، او شعارات موسمية.
لاصحاب العقول ،
ولدعاة الاستقرار
ولمن يروعون الناس بالمؤامرة والاستهداف الخ..
أقولها لهم صريحة واضحة (لكل من لديه عين تري ، وإذن تسمع)
الاستقرار الحقيقي و المطلوب والمستحق يحتاج ➗
تنازلات شجاعة من كل الأطراف.
اولا : على السلطة
يجب أن تدرك أن احتواء الجميع، وليس إقصاء الجميع ، هو ما يجعل النظام قويًا منيعا في مواجهة التحديات .
فالقوة الحقيقية ليست في السيطرة المطلقة،
بل في القدرة على إدارة التعددية، والخلاف .
والقدرة على فتح قنوات حوار حقيقي
مع المعارضة الوطنية، باختلاف اطيافها والاعتراف بأنهم شركاء في الوطن وليسوا اجراء يعملون باليوميه، عندما تقتضي الحاجه ، او اللقطة أو الضروره،
فلا عاقل او محترم يقبل ان يكون شريكا في تحمل أعباء واقع ، لم يكن شريكا في صناعته ، دون ضمانات في شراكة،في بناء مستقبل يرجي ان يكون افضل مما آلت اليه نتائج الواقع .
ثانيا: المعارضة
- عليها أن تتحلى ب النضج السياسي. فالنقد غير الموضوعي ، لا يصنع ثقة، في نفس المواطن فقط قد يفرغ غضبا، لكنه، لا يبني وطنًا،
- والمزايدات السياسية
- لا تخدم إلا أعداء الوطن. فالمطلوب في لحظات الازمة ، اللاتي
- 1️⃣ الاتفاق ثم الاتفاق
- 2️⃣ خطاب واقعي،
- 3️⃣ رؤية واضحة،
- 4️⃣ مواقف تنطلق من مصلحة مصر اولا ،
- 5️⃣ الفصل بين ما يقبل من الإعلامي ومن رواد السوشيل ميديا وبين خطاب السياسي و رجل الدولة (فينبغي ان يبقى الإعلامي إعلامي -والسياسي سياسي)كليهما وطنيا و له دوره المحدد والمطلوب إذا ظل في إطاره الصحيح
- فإذا كان لديك طبيب أسنان – ماهر -لا تطلب او تقبل أن يجري لك عملية قلب مفتوح!!!
- وهو الخطأ القاتل الذي وقعت فيه بعض المعارضة وايضا كل السلطة…!!
ياسادة : يا ابناء الوطن الواحد
في أوقات الخطر
يصبح السياسي الوطني
هو الحارس الأمين على الضمير الجمعي.
دوره يتجاوز طرح الأسئلة إلى صياغة الحلول،
ومن ثم تقديمها بجرأة وإصرار. ليس -فقط-طرفًا في صراع، بقدر ما هو جسرا يربط بين الأطراف المتنازعة.
على السياسي الصادق ،أن يبقى مخلصًا للحقيقة،
لا خاضعًا للإغراءات، ولا منجرفًا خلف تيار السوشيل ميديا ، وهواجس الخوف ،من التشكيك ،والتخويف من التخوين..
عليه أن يكون مرآة تعكس الواقع كما هو، لا كما يرغب البعض في رؤيته.
أن يعيد صياغة العلاقة بين السلطة والمجتمع، بين الحاكم والمعارضة،وبين الداخل والخارج.
علينا جميعا، ان ندرك يقينا ان الواقع في عام 2025 يحمل تحديات جيوسياسية ضخمة. علي صعيد أزمات إقليمية متفجرة،
و إن نظام عالمي جديد يتشكل وسط صراعات القوى.
علينا أن ندرك انه
في كل أزمة تكمن فرصة. ومصر، يمكن أن تكون ركيزة الاستقرار والديمقراطية في المنطقة.
لكن هذا الدور الخارجي مشروط بتحقيق استقرار داخلي حقيقي.
لن تكون مصر قوة مؤثرة ما لم تتصالح مع ذاتها أولًا، وما لم تُوحّد صفوفها تحت راية واحدة هي راية الوطن.الذي هو اكبر من الاشخاص والجماعات و التيارات بكلّ ألوانها
رسالة إلى الجميع
إلى من يقود مصر:
“لا تكن مثل سلفك. لا تجعل الخوف من التغيير سجنًا يقيّدك، ولا تجعل السلطة غاية تُفقدك رؤية الوطن. ان مصر أكبر من أي نظام، وأعظم من أن تختصر في شخص أو سلطة.”
إلى المعارضة:-
ارتقِ بخطابك، وضعي الوطن أولًا. فالمعارضة في كل بلدان العالم ، ليست عدوًا للسلطة، بل شريكًا في تصحيح المسار.”
إلى الشعب:
“أنتَ العمود الفقري لهذا الوطن. لا تفقد إيمانك بمصر، ولا تتخلَّ عن دورك. بالكلمة والعمل، يمكنك أن تصنع المستقبل.”:
“يا مصر، ليكن عام 2025 عامًا لا يشبه ما مضى.
عامًا للمصالحة والبناء، عامًا نجتمع فيه جميعًا تحت مظلة الوطن.
فالأوطان لا تبنى بالانقسامات، ولا بالسجون ولا بالمعتقلات بل بالحب، و بالعقل، وبالإرادة.
صباح الخير يا مصر
أفيقي من هذا الثبات العميق والامر يحتاج عقول رجال ونساء قلوبهم على الوطن ومنزه عن المصالح الشخصية الضيقة،
فلحظات الطوفان تغرق الجميع ومن المهم ان يقول العقلاء ان بالسفينة خرق يتسع ، يوما بعد يوم. حتى لو اغمض كل من في السفينة أعينهم .