تقاريرحوادث وقضايا

جثث 3 شباب مصريين في غابة ستراندجا فضيحة جديدة للمهربين والسلطات

عثرت السلطات في بلغاريا على جثث ثلاثة شبان مصريين في منطقة ستراندجا على الحدود مع تركيا في حادث فاجع يثير الغضب والانتباه في آن واحد هذا الحادث ليس الأول من نوعه بل يشكل استمرارًا لما يحدث منذ سنوات من استهتار أرواح المهاجرين الذين يغامرون بحياتهم في مسارات خطرة،

ولكن هذه المرة كانت الصدمة أشد فهؤلاء الضحايا هم شباب مصريون في مقتبل العمر تركهم المهربون للموت في غابة مهجورة تحت قسوة الظروف والعوامل الطبيعية التي لم تترك لهم أي فرصة للبقاء على قيد الحياة

انطلقت الصرخات من هؤلاء الشباب في محاولات يائسة للنجاة ولكن كانت السلطات في حالة من الإهمال الفاضح تجاه هذه الاستغاثات فقد أظهرت التقارير الإعلامية أن الشبان الثلاثة أرسلوا استغاثات عبر هاتف الطوارئ،

لكن فرق الإنقاذ لم تتحرك نحوهم إلا بعد مضي 24 ساعة كاملة على أول نداء استغاثة تم إطلاقه في الساعة 1:35 صباحًا من يوم 27 ديسمبر مما يؤكد أن الحياة البشرية في تلك المنطقة لا تساوي شيئًا أمام بطء الأجهزة المختصة وعدم مبالاتها بحياة هؤلاء المهاجرين الذين كانوا على وشك الموت

أوضحت التقارير أن هناك محاولات من نشطاء حقوق الإنسان للوصول إلى المكان وتقديم الدعم اللازم لكن السلطات منعتهم من الوصول إلى الموقع في الوقت الذي كانت الأرواح تُزهق بلا رحمة،

وعندما تحرك فريق الإنقاذ بعد مرور وقت طويل وصل ليجد الجثث الثلاثة هامدة، ولم يكن هناك أي إشارة من المهربين الذين تركوا ضحاياهم لملاقاة مصيرهم وسط الغابة المظلمة.

الأمر لا يقتصر على فقدان هؤلاء الشباب لأرواحهم بل يكشف عن مأساة متكررة يتعرض لها المهاجرون الذين يحاولون عبور الحدود بشكل غير قانوني، فالحادثة الأخيرة هي جزء من مسلسل مستمر من الحوادث المأساوية في منطقة ستراندجا والتي أصبحت مصدرًا رئيسيًا للموت للمهاجرين الذين يحاولون الهروب من أوطانهم بحثًا عن حياة أفضل.

لكن كل محاولاتهم تنتهي في النهاية بالجثث الملقاة في الغابات أو في الصحاري القاحلة بعيدًا عن أعين السلطات التي تظل غافلة عن أنينهم وعذابهم.

كانت المعلومات قد أكدت أن هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا هم من مصر، وكانوا جزءًا من مجموعة من المهاجرين الذين قادهم مهربون عبر الحدود بطريقة غير قانونية،

ولكنهم تركوهم في الغابة ليموتوا وحيدين في مكان ناءٍ بعيدًا عن كل أشكال الأمل في البقاء على قيد الحياة، وقد سادت حالة من الصمت المريب لدى المهربين الذين لا تهمهم حياة هؤلاء الشباب بل فقط مكاسبهم المالية من عمليات التهريب التي تنتهي عادة بهذه النهاية المأساوية.

ما يحدث في منطقة ستراندجا ليس حالة فردية بل هو تكرار مقلق لحوادث مشابهة وقعت في السنوات الماضية حيث يختفي المهاجرون في هذا المسار الخطير ولا يتم العثور على جثثهم إلا بعد فترات طويلة قد تصل لعدة أيام،

ما يضع علامات استفهام كثيرة حول فعالية السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في حماية أرواح هؤلاء الذين يغامرون بحياتهم في محاولة للوصول إلى الضفة الأخرى من الأمل، فما الذي ينتظر هؤلاء المهاجرين إذا كانت الأجهزة المعنية تتأخر بهذه الطريقة القاتلة في الاستجابة للنداءات الإنسانية؟

المؤسسات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان لا تملك سوى تقديم النداءات والاستغاثات للمسؤولين، لكنها تواجه عوائق مستمرة على الأرض من السلطات التي تعيش حالة من الغموض حول مصير هؤلاء المهاجرين الذين يعتبرون في نظرهم مجرد أرقام، وما دام أن قسوة قلوبهم لن تتغير،

فإن مئات الأرواح ستظل تُزهق في غابات ستراندجا وفي مسارات الهجرة الأخرى التي تصدّها الأنظمة والحدود بدلاً من أن تحاول إيجاد حلول إنسانية تحفظ كرامة البشر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى