بعد عام من الموت والدمار.. الفلسطينيون يأملون في انتهاء العدوان على غزة خلال 2025
أمضى الفلسطينيون في مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر ليلة رأس السنة الجديدة يوم الثلاثاء وهم يتأملون في حياتهم التي انقلبت رأساً على عقب، حيث دمرت قوات الاحتلال منازلهم وقتلت أحباءهم.
ويأمل الكثيرون أن يجلب عام 2025 نهاية للحرب المدمرة التي تشنها دولة الاحتلال على القطاع الفلسطيني.
وقضى العديد من سكان القطاع يوم الثلاثاء منهمكين في إخراج المياه من خيامهم التي غمرتها الأمطار الغزيرة على القطاع.
وأدى انخفاض الحرارة إلى درجات التجمد والفيضانات إلى استشهاد سبعة فلسطينيين، بينهم ستة أطفال رضع، فيما أكدت وكالات الإغاثة الدولية أن دولة الاحتلال تعرقل تسليم المساعدات.
وخلال 15 شهراً من عدوان الاحتلال على غزة، دمرت قواته البنية التحتية المدنية للقطاع من المساكن إلى المستشفيات والمدارس وملاجئ الأمم المتحدة.
ومع فرض قوات الاحتلال حصاراً على شمال غزة في وقت سابق من هذا العام، يواجه الفلسطينيون الذين ما زالوا يعيشون هناك الموت بنيران الجنود المحتلين أو بالجوع والبرد والمرض.
وقالت أم جمال حرب، وهي نازحة فلسطينية في غزة أن عام 2024 “كان مليئاً بالموت والدمار، لقد دمر شعبنا، نحن نعيش في خيام وليس لدينا مكان نجد فيه الراحة”. وأضافت: “نعاني من نقص المياه والبرد والشوارع الملوثة، وعلى هذا النحو لم تعد لدينا حياة”.
بدأت الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن شنت حماس ومقاتلون فلسطينيون آخرون في غزة هجوماً على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه في غلاف القطاع مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص.
وردت دولة الاحتلال بحملة قصف مدمرة وعشوائية، أعقبها غزو بري لغزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 45541 فلسطيني وفقاً للبيانات الرسمية.
وأفاد تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نحو 100 ألف فلسطيني غادروا غزة منذ بدء الحرب، وهذا يعني أن عدد سكان القطاع انخفض بنسبة 6% على مدار الحرب.
“العام الأصعب”
حتى لو انتهت الحرب الآن، فمن المرجح أن يقضي الغزيون سنوات قبل العودة إلى الحياة كما كانت قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقدر الأضرار المادية التي لحقت بالبنية التحتية في غزة بأكثر من 18 مليار دولار، أي ما يعادل 97% من الناتج المحلي الإجمالي لغزة والضفة الغربية في عام 2022.
كما أعادت حرب الاحتلال التنمية البشرية في القطاع إلى الوراء 69 عامًا، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وإذا ظل الحصار قائمًا، فإن تقريرًا للأمم المتحدة صدر في أكتوبر يقدر أن الأمر سيستغرق 350 عامًا حتى يتعافى الناتج المحلي الإجمالي في غزة إلى مستويات ما كان عليه عام 2022.
وبالرغم من ذلك، يأمل الفلسطينيون الذين يعيشون تحت القصف اليومي أن يجلب عام 2025 على الأقل نهاية لعدوان الاحتلال.
ويتشبث الكثيرون منهم بالأمل ألا يسمعوا في العام المقبل طنين الطائرات المسيرة ولا الانفجارات الصاخبة من الطائرات المقاتلة في السماء والدبابات على الأرض.
وقالت وفاء حجاج، وهي نازحة فلسطينية: “كان عام 2024 هو العام الأكثر صعوبة، فقدت فيه العديد من الأحباء، بما في ذلك والدي وأصدقائي، منذ بداية العام”.
وأضافت: “آمل أن يكون العام الجديد أفضل بكثير، مليئا بالسلام والخير والاستقرار، وأتمنى عودة الأمن والأمان وانتهاء الحرب”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم بث الأمل الجديد في المفاوضات المتوقفة بشأن وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحماس.
فقد أبلغ مصدر فلسطيني موقع ميدل إيست آي في 16 ديسمبر/كانون الأول أن “ديناميكية جديدة” ظهرت في المحادثات في الدوحة.
لكن، وبعد عودة فريق التفاوض الإسرائيلي أدراجه من قطر، أصدرت حماس بيانا قالت فيه إن دولة الاحتلال سعى لفرض شروط جديدة، مما أدى في النهاية إلى تأخير إمكانية وقف إطلاق النار.
ونفى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هذا الادعاء، وألقى باللوم على حماس في التأخير.
ووسط الانتكاسات المتعاقبة، من المقرر أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقعده في المكتب البيضاوي في 20 يناير/كانون الثاني.
وكان ترامب قد توعد “بجحيم” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وقال النازح الفلسطيني وليد المصري: “نأمل أن يسود الهدوء في عام 2025، وأن يكون خالياً من الحروب ومليئاً بالأمن والأمان لشعبنا الفلسطيني وأن يتمكن الجميع من العودة إلى ديارهم”.