تقاريرمصر

إقالة عباس كامل فضيحة استخباراتية: أسرار مخفية وراء قرار السيسي المفاجئ

تمر الأسابيع والشهور، لكن لغز إقالة اللواء عباس كامل من جهاز المخابرات العامة لا يزال يثير تساؤلات ومخاوف عميقة بشأن ما وراء القرار المفاجئ.

رغم مرور ثلاثة أشهر على هذا الحدث، فإن السبب الحقيقي وراء الإقالة يظل محاطًا بالغموض والتكهنات المقلقة. فالرواية الرسمية التي خرجت تبرر القرار تبدو بعيدة كل البعد عن تقديم تفسير مقنع، وهو ما يثير الشكوك.

أصدر السيسي في أكتوبر الماضي قرارًا بتعيين اللواء حسن رشاد رئيسًا للمخابرات العامة خلفًا لعباس كامل، الذي تم تعيينه مستشارًا لرئيس الجمهورية ومنسقًا عامًا للأجهزة الأمنية.

القرار الذي قلب موازين السياسة المصرية، كشف عن تحولات غير متوقعة في أعلى المناصب الأمنية. لا أحد يصدق أن إقالة “ظل الرئيس”، هذا الرجل الذي كان الأقرب للسيسي طوال سنوات حكمه، هي مجرد مسألة روتينية. المراقبون والمهتمون بالشأن السياسي يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التغيير.

البعض يحاول تبرير القرار ويصفه بأنه من بين الإجراءات المعتادة في أي دولة، خاصة في المناصب الحساسة، ولكن هل يمكن تصديق ذلك؟

عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير صحيفة الشروق، ادعى أن القرار طبيعي وأن السيسي يريد ضخ دماء جديدة. ولكن، أليس من المستغرب أن تأتي هذه التغييرات في وقت حساس، بعد توترات عدة في ملفات خارجية معقدة؟

واحدة من أبرز الأزمات التي قد تكون وراء الإقالة هي ملف غزة ومحور فيلادلفيا، حيث جرى تداول أقاويل أن كامل فشل في إحراز أي تقدم ملموس في هذا الملف الذي تزايدت أهميته بعد تصاعد الأزمة بين غزة وإسرائيل.

وقد تردد اسم عباس كامل في العديد من المفاوضات الحساسة المتعلقة بالرهائن الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث كان في قلب المفاوضات الجارية.

لكن هناك تفاصيل أخرى كشفها الإعلام الإسرائيلي، تفيد بأن اللقاءات بين كامل ورئيس الشاباك الإسرائيلي، رونان بار، كانت مستمرة وعلى مدار سنوات.

في تقارير نشرتها القناة 14 الإسرائيلية، تم الحديث عن لقاءات سرية بين الرجلين من نوفمبر 2021 وحتى أغسطس 2024. التقرير تحدث عن تساؤلات بشأن العلاقات السرية بين الطرفين، مشيرًا إلى تحولات دراماتيكية في الأحداث كانت نقطة مفصلية في هذه القصة.

بالتوازي مع هذه الوقائع، أظهرت المصادر أن هناك غضبًا متزايدًا من جانب الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، بسبب التصرفات المريبة لعباس كامل في ملف الرهائن.

التقرير الإسرائيلي يذكر أن كامل نجح في تضليل رئيس الشاباك الإسرائيلي لمدة طويلة، حتى تم اكتشاف ذلك، مما دفع إسرائيل لطلب إقالته.

وبعد الإقالة، ظهر أن هناك صلة بين مجموعة داخل الجيش الإسرائيلي وبين المخابرات المصرية، في تطور يشير إلى أن الجوانب السرية قد تكون أعمق مما يبدو على السطح.

فما حدث ليس مجرد تغيير روتيني بل هو كارثة أمنية واستخباراتية تحتاج إلى تفسير عاجل. إقالة عباس كامل تثير تساؤلات عميقة حول ما يجري خلف الكواليس في مصر، ولمن سيستمر هذا الصراع الدرامي بين القوى الكبرى في المنطقة؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى