عربي ودولى

إسرائيل تواصل هجماتها اللفظية ضد الإدارة السورية الجديدة بالرغم من الدعم الدولي الواسع

تواصل إسرائيل توجه تصريحات معادية للإدارة السورية الجديدة، متجاهلة الترحيب والدعم الدولي الواسع الذي حظيت به هذه الإدارة في سياستها وإدارتها لمرحلة ما بعد نظام الأسد.

في تصريحاته الأخيرة، جدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مهاجماته للإدارة السورية الجديدة خلال مقابلة مع إذاعة إسرائيل العامة. وأفاد ساعر بأن الإدارة السورية تتألف من “جهاديين متطرفين انتقلوا ببساطة من إدلب إلى دمشق”، مما يعكس موقف إسرائيل العدائي تجاه التحولات السياسية في سوريا.

تأتي هذه التصريحات في وقت تحظى فيه الإدارة السورية الجديدة بدعم وترحيب دوليين كبيرين، حيث أشادت العديد من الدول بجهودها في إعادة بناء الدولة السورية وإدارة المرحلة الانتقالية بنجاح. وقد عبرت الهيئات الدولية عن ثقتها في قدرة الإدارة الحالية على تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.

قال المتحدث باسم الإدارة السورية الجديدة: “نرفض بشدة أي محاولات للتشويه واتهامنا بالتطرف. إدارتنا تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا بدعم من المجتمع الدولي”. وأضاف: “نحن ملتزمون بإعادة بناء وطننا والعمل على تحسين حياة المواطنين السوريين بكل الوسائل السلمية والمشروعة”.

كما زعم ساعر أن “توجهات هذه الإدارة لا تبدو مشجعة في الوقت الحالي”، رغم أن قائدها أحمد الشرع شدد في تصريحات صحفية له مؤخرا بأنه لن يسمح باستخدام سوريا نقطة انطلاق لشن هجمات ضد إسرائيل أو أي دولة أخرى، مشددا على أن اهتمامه الرئيسي ينصبّ على استقرار سوريا.

ومجددا الترويج للمزاعم التي تقدمها إسرائيل كتبرير لإقدامها على احتلال المنطقة العازلة في سوريا بعد سقوط نظام لأسد، قال ساعر: “نحن بحاجة إلى منع تطور تهديد على حدودنا في الجولان (السوري المحتل)”.

وأضاف أن إسرائيل “ستقيم الإدارة الجديدة في دمشق وفق أفعالها”.

ومستغلة إطاحة الفصائل السورية بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كثفت إسرائيل في الفترة الأخيرة هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية بأنحاء متفرقة من البلاد، في انتهاك صارخ لسيادتها.

كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.

وفيما يبدو محاولة لتبرير سياسات بلاده، أعرب ساعر عن “قلقه على الأقليات في سوريا، وخاصة الأكراد”، متجاهلا التمييز الداخلي الذي تعاني منه فئات داخل إسرائيل مثل اليهود الشرقيين والإثيوبيين، وحرب الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل في قطاع غزة ما خلف قرابة 154 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين.

ومواصلا الإفصاح عن مخططات إمبرالية لبلاده تهدد وحدة أراضي واستقرار سوريا، قال ساعر إن إسرائيل تعمل من خلال القنوات الدبلوماسية لحماية “الحكم الذاتي الكردي” المزعوم في شمال سوريا.

يأتي ذلك رغم التوجهات الإيجابية للإدارة السورية الجديدة التي تشدد على أن البلاد في عهدها الجديد ستضمن كرامة وحرية مواطنيها، مع تمثيل عادل لجميع الأطياف والأعراق بها.

وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة لزمام الأمور فيها، بعد إسقاط نظام الأسد التي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم ترغب يوما بسقوطه و”كانت ترى فيه لاعبا مفيدا”.

وما عزز هذا الاعتقاد بحالة “التعايش والتناغم” بين نظام الأسد وإسرائيل، قيام الأخيرة، وفور سقوط النظام، بقصف عشرات الأهداف ومخزونات الأسلحة الاستراتيجية التابعة للجيش السوري السابق خشية وصولها لقوات الإدارة الجديدة، فضلا عن توغلها واحتلالها مناطق حدودية في انتهاك لاتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى