مؤسسات حقوقية دولية تدعو لإنقاذ الدكتور حسام أبو صفية من خطر التعذيب والموت
أطلقت مؤسسات حقوقية دولية، بالتعاون مع مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، نداءً عاجلًا لإنقاذ حياة الدكتور حسام أبو صفية، المدير الحالي لمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، بعد أن تم اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
جاء هذا النداء استجابةً لمخاوف جادة بشأن تعرضه للتعذيب في المعتقلات الإسرائيلية، ما يهدد حياته بشكل كبير.
وجهت المنظمات الحقوقية هذا النداء إلى هيئات الأمم المتحدة المختلفة في جنيف، بما في ذلك المقررون الخواص، وجميع البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الأمم المتحدة في جنيف. كما شمل النداء المئات من المنظمات في عدة دول، منها جنوب أفريقيا، فرنسا، سويسرا، وأمريكا الجنوبية.
وطالبت هذه الجهات جميع أعضاء البرلمانات السويسرية والبريطانية والاتحاد الأوروبي بالتدخل الفوري للإفراج عن الدكتور أبو صفية وكافة الطواقم الطبية التي تعمل معه، إذ أن الأوضاع التي يعاني منها المعتقلون في السجون الإسرائيلية تهدد حياتهم بشكل متسارع.
أكدت المؤسسات الحقوقية أن أحد الأسباب التي تجعل قضية الدكتور أبو صفية تتطلب تدخلاً عاجلًا هو ما كشفه المعتقلون الذين تم الإفراج عنهم، حيث أفادوا بتعرض الدكتور أبو صفية لضرب مبرح باستخدام الهراوات والعصي من قبل قوات الاحتلال. كما تم إجباره على خلع ملابسه، ولبس زي المعتقلين، واستخدامه كدرع بشري. وشددت هذه المؤسسات على أن التعذيب في السجون الإسرائيلية قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو ما يهدد حياة المئات من المعتقلين، حيث تم قتل أكثر من 55 أسيرًا تحت التعذيب في هذه الفترة، من بينهم أطباء مثل عدنان البرش، إياد الرنتيسي، وزياد الدلو.
دعا النداء أيضًا إلى التحرك السريع لمنع تكرار هذه الجرائم، وذلك من خلال الضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج عن الدكتور أبو صفية وجميع العاملين في المجال الطبي الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات المستمرة. المؤسسات الحقوقية أكدت أن هذه الانتهاكات تعكس تصعيدًا غير إنساني ضد الطواقم الطبية في غزة، الذين أصبحوا هدفًا متكررًا للاعتقال والتعذيب، في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع.
وفيما يتعلق بحالة الدكتور أبو صفية الصحية، كشف النداء عن إصابة الطبيب في الثالث والعشرين من نوفمبر 2024، حيث تعرض لإصابة خطيرة جراء قصف بالطائرات الإسرائيلية في أثناء عمله في المستشفى. أصابته شظايا القنبلة في منطقة الفخذ، ما أدى إلى تمزق الأوردة والشرايين، وتهدد حياته إذا لم يتلقَ العلاج المناسب في الوقت المناسب.
في الثامن والعشرين من ديسمبر 2024، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن اعتقال الدكتور حسام أبو صفية وعدد من أفراد الطواقم الطبية العاملين معه في مستشفى كمال عدوان. وكشفت كوادر طبية تعمل في المستشفى أن الاحتلال طلب من الدكتور أبو صفية، رفقة طاقمه، التوجه إلى المستشفى الإندونيسي، إلا أنه بعد مغادرتهم المستشفى، تم تحويلهم إلى مركز الاعتقال في مدرسة الفاخورة بدلًا من المستشفى الذي طلب منه التوجه إليه.
من المهم أن نذكر أن الدكتور حسام أبو صفية هو فلسطيني من مواليد مدينة جباليا شمال قطاع غزة في عام 1973، وهو استشاري في طب الأطفال. يشغل حاليًا منصب مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، ويعد من أبرز الشخصيات في القطاع الصحي في المنطقة. قاد أبو صفية العديد من الفرق الطبية التي قدمت خدمات طبية للمرضى والجرحى في مستشفى كمال عدوان، وكان له دور بارز في تخفيف معاناة المدنيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.
تعتبر هذه الحادثة جزءًا من سلسلة الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، لا سيما ضد الطواقم الطبية التي تؤدي دورًا حيويًا في توفير الرعاية الصحية للجرحى والمرضى في مناطق الحرب والصراع. يواجه هؤلاء الأطباء تهديدات مستمرة، وتعتبر حياتهم في خطر دائم، خاصة في ظل استمرار التصعيد العسكري ضد قطاع غزة.
إن هذه الجرائم التي يتم ارتكابها ضد الأطباء والكوادر الطبية تضع العالم أمام مسؤولية كبيرة في الوقوف ضد هذه الانتهاكات والعمل على توفير الحماية لهم. إذ أن استهداف الطواقم الطبية يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يضمن لهم الحماية أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
تطالب المنظمات الحقوقية الدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن الدكتور حسام أبو صفية ورفاقه من الطواقم الطبية، وتوفير الحماية اللازمة لهم في المستقبل. كما تطالب هذه المؤسسات بضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات المروعة، وضمان عدم تكرارها في المستقبل.