مقالات ورأى

صلاح ميقاتي يكتب: نداء عاجل لدولة الرئيس وصاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية

أظهروا شهامتكم، أطلقوا ابن الإمام القرضاوي فورًا لمكرمة أبيه، واجعلوا التاريخ يحفظ نخوتكم:دولة الرئيس ويا صاحب السماحة:أما تريدون أن يكون لكم في رسول الله أسوة حسنة

فقد أكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسيرة سفانة بنت حاتم الطائي الكافر، لما كان لوالدها من فضل على العرب بعد أن مر بها فقالت: لا تُشَمِّتْ بي أحياء العرب، فإني بنتُ سيد قومي، كان أبي يفك الأسير ويحمي الضعيف، ويَقْرِي الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم الطائي، أوليس الذي يتصف بتلك الخلال جديراً بأن يشفع في نفسه، ويشفع للآخرين بسجاياه؟

فرد صلى الله عليه وسلم: يا جارية، هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه،ثم قال لأصحابه: خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها،ثم قال: ارحموا ثلاثاً وحق لهم أن يرحموا: عزيزاً ذلّ من بعد عزّه، وغنياً أفتقر من بعد غناه، وعالماً ضاع ما بين جُهّال.

يا دولة الرئيس ويا صاحب السماحة:يذكركم حبيبكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامة”

أما لكم في عثمان بن عفان أسوة حسنة حين شفع لأخيه في الرضاعة عبد الله بن أبي سرح بعد أن أهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه وأمر بقتله ولو متلبسا بأستار الكعبة.

ألا يوجد من مسلمي العالم، على عظم قدرهم، من تقبل شفاعته عندكم ممن نادى بإطلاق سراح ابن الإمام القرضاوي.يا دولة الرئيس ويا صاحب السماحة:أما تذكرون نخوة أهل الجاهلية مع رسول الله وقد خالفوه في دينه، بعد أن أخرجه أهل الطائف وعزم أهل مكة أن لا يدخلوه إليها، فقام المطعم بن عدي الكافر وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة بأمانه حامياً مجيراً بعد أن طلب منه الجوار،فدعا بنيه وقومه، وقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرتُ محمداً

فدخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام،فقام المطعم على راحلته، فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمداً، فلا يهجه أحد منكم،فانتهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الركن، فاستلمه، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته ومطعم وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته.قال ابن الأثير: “وأصبح المطعم قد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه فدخلوا المسجد”، فقال له أبو جهل: أمجير أم متابع؟، قال: بل مجير، قال: قد أجرنا من أجرت”.يا صاحب السماحة ويا دولة الرئيس:أما تنص القواعد الفقهية على أن التابع يأخذ حكم المتبوع وأن التابع تابع وأن التابع له حكم الأصل وأن الحريم له حكم ما هو حريم له.فابن القرضاوي بالإكرام يأخذ حكم أبيه.

أما أن القواعد الدبلوماسية تتضمن إعطاء الجواز الدبلوماسي للزوجة والأولاد لأنهم تبع لوالدهم، أما أن قواعد قوانين التقاعد والإيجارات تجعل الزوجة والأولاد يستفيدون مما كان لوالديهم وهم أحياء.لا تسمعوا لمن يتذرع باتفاقيات تسليم المجرمين الإرهابيين،

فتهمة ابن القرضاوي سياسية، وليست تهمة جنائية شائنة.يا دولة الرئيس ويا صاحب السماحة:لا تسمعوا لمن يخوفكم من غضبة السفارات، فهم يفهمون أعراف قبائل العرب في حماية الضيف ولو كان قاتل أبيهم.

حافظوا على لبنان بلداً للحريات وموئلاً للمضطهدين فكرياً.فإن أبيتم.. فاطلبوا من التاريخ أن لا يحدث، فتطير النخوة من رؤوس الرجال.

سددكم الله لما فيه خيركم وخير المسلمين وألهمكم كل مكرمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى