أعلنت دار الإفتاء المصرية عن جواز التهنئة بمناسبة العام الجديد واعتبرت ذلك عملًا يتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من تأكيد على تذكر أيام الله تعالى وما تحمله من نعم وعبر.
وبينت دار الإفتاء أن التهنئة تأتي في إطار تذكير الناس بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى من خلال دورة الأيام وتجددها. وأوضحت أن كل يوم جديد يحمل فرصة للتأمل في نعم الله وتجديد الشكر له على ما منَّ به من فضل ورزق.
استندت دار الإفتاء في فتواها إلى قوله تعالى في القرآن الكريم ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾، وهو ما يُفهم منه أن تجدد الأيام يعد من نعم الله التي ينبغي على المسلم أن يتذكرها ويحمد الله عليها.
فقد شددت دار الإفتاء على أن التهنئة بمناسبة بداية عام جديد هي صورة من صور التذكير بهذه الأيام التي لا تنقطع، داعية المسلمين إلى التفكير في كيفية استثمار تلك الأيام في الطاعات والأعمال الصالحة.
في سياق متصل، أطلقت دار الإفتاء حملة جديدة بعنوان “سلوك المسلم في استقبال العام الجديد”، وهي حملة تهدف إلى تعزيز الوعي الديني لدى المسلمين حول كيفية استقبال العام الجديد بشكل يعكس التزامهم بالأخلاق الإسلامية.
وتتركز الحملة على أهمية أن يحافظ المسلم على سلوكه المستقيم والمبني على المبادئ الدينية طوال العام، وذلك من خلال تصحيح سلوكه، ومحاسبة نفسه على ما مضى، وجهاد النفس فيما بقي.
أوضحت دار الإفتاء أن الحملة تهدف إلى تحفيز المسلمين على تبني السلوكيات الإيجابية التي تعزز من تماسك المجتمع من خلال الالتزام بالقيم الدينية السامية. كما أكدت على ضرورة نبذ كل ما يتعارض مع تلك القيم من أفعال أو أقوال، مشيرة إلى أن المسلم يجب أن يكون دائمًا حريصًا على تطهير قلبه ونفسه من كل ما يشوبه.
وبينت دار الإفتاء أن هذه الحملة تمثل دعوة لتحفيز المجتمع على العودة إلى الله والابتعاد عن كل ما يلهي الإنسان عن الهدف الأسمى في الحياة وهو رضا الله سبحانه وتعالى.
شددت دار الإفتاء على أهمية محاسبة النفس مع بداية العام الجديد، مشيرة إلى أن المسلم يجب أن يقيم سلوكه ويراجع أعماله في العام المنقضي ليحدد ما الذي يجب عليه تحسينه وما الذي يجب عليه أن يبتعد عنه في العام الجديد.
وأكدت أن المحاسبة الذاتية من أهم العوامل التي تقوي العلاقة بين العبد وربه، حيث تساعد على تصحيح المسار ومواصلة السير في طريق التقوى والصلاح.
أكدت دار الإفتاء أن الحملة تسعى إلى تحفيز المسلمين على أن يكون لديهم إصرار أكبر في العام الجديد على تعزيز تقواهم وإصلاح سلوكهم، وذلك من خلال ترسيخ مفاهيم الفضيلة والأخلاق في المجتمع. كما أكدت أن الاهتمام بتلك المبادئ يسهم في بناء مجتمع قوي ومتعاون على الخير والتقوى.
وأضافت أن المسلم يجب أن يكون قدوة حسنة في مجتمعه، فلا يجب أن يقتصر تفعيل المبادئ الدينية على المناسبات فقط بل يجب أن تكون هي الأساس الذي يعتمد عليه في جميع شؤون حياته.
طالبت دار الإفتاء بأن يظل المسلم في حالة من المراجعة المستمرة لسلوكه وأفعاله، مشيرة إلى أن هذه الحملة تأتي لتذكير الأفراد بضرورة الوقوف مع النفس والتقييم المستمر لتصرفاتهم.
وأوضحت أن السلوكيات التي تتعارض مع الأخلاق الإسلامية، مثل التراخي في أداء العبادات أو التفريط في حقوق الآخرين، يجب أن تكون محل محاسبة وتفكير مستمر.
بيّنت دار الإفتاء أن من أهداف الحملة أيضًا هو تشجيع المجتمع على التعاون والابتعاد عن الأنانية والتفرد في الرأي. حيث أكدت أن الإنسان المسلم ينبغي أن يكون دائمًا مستعدًا لإصلاح ما يمكن إصلاحه في نفسه ومجتمعه.
وأن هذه الحملة هي فرصة جديدة لتوعية الناس حول كيفية ترسيخ التلاحم الاجتماعي والابتعاد عن التفرقة والاختلافات التي قد تضر بالمجتمع ككل.
دعت دار الإفتاء في ختام حملتها إلى أن يتحلى المسلمون جميعًا بروح من التعاون والتضامن في العام الجديد. مشيرة إلى أن ذلك سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق التكافل الاجتماعي وتعزيز القيم الإسلامية التي تسهم في بناء مجتمع يتسم بالرحمة والمودة والتعاون.
وأكدت أن هذا النهج يجب أن يكون جزءًا من حياة المسلم اليومية، وأن يكون الهدف الأسمى هو نيل رضا الله تعالى من خلال تفعيل هذه المبادئ في كافة التعاملات اليومية.
كما أكدت دار الإفتاء أن استقبال العام الجديد يجب أن يكون مناسبة للتجديد الروحي والنفسي، وأن المسلم يجب أن يعمل على تصحيح ما يمكن تصحيحه من سلوكيات وأفعال، وذلك بما يتوافق مع الشرع الحنيف.