المجلس العربي يوجه نداء عاجل إلى الحكومة اللبنانية للإفراج عن الشاعر عبدالرحمن يوسف
يطلق المجلس العربي نداء إلى الحكومة اللبنانية لضرورة الإفراج الفوري عن الشاعر والناشط المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي الذي تم توقيفه يوم السبت 28 ديسمبر 2024 عند وصوله إلى لبنان قادما من سوريا. جاء توقيفه بعد مشاركته في احتفالات السوريين بانتصار ثورتهم.
يوجه منصف المرزوقي، رئيس المجلس العربي، نداء إلى الحكومة اللبنانية للإفراج الفوري عن يوسف وكما يطالب المجلس العربي السلطات اللبنانية بعدم الانصياع للضغوط المصرية التي تطالب بتسليم الشاعر عبد الرحمن يوسف إلى السلطات المصرية بناء على مذكرة من الإنتربول تستند إلى أحكام ظالمة تتعلق بآرائه الأدبية والسياسية.
يوضح المجلس أن تسليم يوسف إلى السلطات المصرية يشكل تهديدًا جديًا لحياته وحرّيته، وأنه قد يواجه خطرًا حقيقيًا على سلامته الجسدية.
يشدد المجلس العربي على أن تسليم عبد الرحمن يوسف في ظل هذه المخاطر الجسيمة يعد انتهاكًا واضحًا للالتزامات الدولية التي تلتزم بها الدولة اللبنانية.
ويستند في ذلك إلى توقيع لبنان على اتفاقية مناهضة التعذيب، التي تنص في مادتها الثالثة على أنه “لا يجوز لأي دولة أن تطرد أو تعيد أو تسلم أي شخص إلى دولة أخرى إذا كانت هناك أسباب حقيقية تدعو للاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب”.
كما ينتهك تسليم يوسف حقوقه الأساسية، حيث يعتبر ذلك انتهاكًا صريحًا للمادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يضمن له حق المحاكمة العادلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المادة 7 من نفس العهد تمنع التعذيب أو المعاملة القاسية وغير الإنسانية.
كما يؤكد المجلس أن هذا التصرف يتعارض مع القوانين اللبنانية نفسها، حيث ينص قانون أصول المحاكمات الجزائية على ضرورة التحقق من التهم الموجهة إلى الأشخاص المطلوبين وتوفير الضمانات اللازمة لحماية حقوقهم.
ينص القانون اللبناني على أنه لا يجوز تسليم أي شخص إذا تبين أن التهم الموجهة ضده ذات طابع سياسي أو إذا كان هناك خطر على حياته أو حقوقه الأساسية.
يؤكد المجلس العربي أن لبنان يجب أن يحترم التزاماته الدولية في مجال حقوق الإنسان وألا يسمح بأي محاولات للتورط في تسليم معارضي الأنظمة الحاكمة إلى دول أخرى بغرض الانتقام السياسي.
كما يدعو المجلس الحكومة اللبنانية إلى عدم الانجرار وراء محاولات السلطات المصرية ملاحقة معارضيها السياسيين خارج حدودها.
يأمل المجلس العربي أن تأخذ السلطات اللبنانية في اعتبارها المخاطر التي يواجهها عبد الرحمن يوسف في حال تم تسليمه إلى مصر، وأن تلتزم بقيم حقوق الإنسان والعدالة. ويحث المجلس على ضرورة الإفراج عن الشاعر المصري فورًا، ووقف أي محاولات لتسليمه إلى السلطات المصرية.
وفي ختام البيان، يدعو المجلس العربي كافة الجهات الحقوقية والإعلامية الدولية والمحلية إلى الضغط على الحكومة اللبنانية من أجل ضمان عدم تسليم عبد الرحمن يوسف إلى السلطات المصرية.
يطالب المجلس العربي بإطلاق سراح الشاعر وتوفير الحماية اللازمة له، وذلك تأكيدًا على التزام لبنان بقيم العدالة الإنسانية.