يُطلق المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وبصوت مدوٍ، عريضة “وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتواطؤ” التي تفضح بشاعة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وتُعلن رفضًا قاطعًا لجميع السياسات التي تتواطأ على دماء الفلسطينيين.
وقع على العريضة آلاف الأشخاص منذ إعلانها، متضمّنةً أصواتًا من كافة أنحاء العالم دعماً للحقوق الفلسطينية ومناهضة للجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
تدين العريضة بشدة استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي في وقت تشتد فيه الحملة الإسرائيلية ضد غزة، وتمارس فيها آلة القتل الإسرائيلية أبشع الجرائم ضد المدنيين.
فبدلاً من أن تعمل السلطة على حماية الشعب الفلسطيني، فإنها تساهم في استمرار إراقة الدماء، خاصة في الضفة الغربية، حيث تشهد المخيمات الفلسطينية حملات أمنية قمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، كان أبرزها ما حدث في مخيم جنين، الذي يشهد مجازر حقيقية ضد الفلسطينيين. العريضة تنادي بضرورة تغيير هذا المسار فورًا، حيث يعتبر “الدم الفلسطيني خطًا أحمر لا يمكن التهاون فيه”.
يتّهم رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، المناضل منير شفيق، السلطة الفلسطينية بإهدار دم الفلسطينيين عبر ممارساتها الأمنية التي تفتح الطريق أمام الاحتلال لاستكمال خطته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
يصرح شفيق أن أجهزة الأمن الفلسطينية “تسفك الدم الفلسطيني في جنين”، موجهًا اللوم المباشر إليها. ويؤكد أن هذه السياسات تساهم في ترسيخ الاحتلال وتزيد من تفتيت الوحدة الفلسطينية. “فتح الباب للقتال بين أبناء الشعب الفلسطيني”، حسب شفيق، سيؤدي إلى الخراب وتدمير ما تبقى من مقاومة فلسطينية مشروعة ضد الاحتلال. ويتابع: “السلطة الفلسطينية تلعب دورًا مزدوجًا في خدمة الاحتلال، مما يعزز موقفه في إبادة الشعب الفلسطيني”.
يحمل القائم باسم الأمين العام للمؤتمر الشعبي، هشام أبو محفوظ، رسالة حازمة ضد السلطة الفلسطينية، حيث يذكر أن “الدم الفلسطيني ليس ملكًا لأي جهة لكي تُساوم عليه”.
يؤكد أبو محفوظ أن هذه العريضة تعكس الرفض الشعبي المتزايد ضد السياسات الفاشلة التي تتبعها السلطة الفلسطينية في التعاون مع الاحتلال. يضيف أن استهداف غزة وإرهاق الضفة الغربية من خلال التنسيق الأمني ليس إلا خطوة إضافية في تصفية القضية الفلسطينية. “لا يمكن السكوت عن هذا التواطؤ، لا يمكن السماح بإرهاق الشعب الفلسطيني بالمزيد من الدماء”، حسب أبو محفوظ.
يُعتبر التوقيت الذي أُطلقت فيه العريضة شديد الحساسية، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد جرائمه في غزة ويزيد من عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى، بينما السلطة الفلسطينية تلتزم الصمت إزاء هذه الجرائم.
يقول المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول: “نحن نعيش في مرحلة خطيرة جدًا، الاحتلال الإسرائيلي يسعى لقتل شعبنا والإجهاز على مقدساتنا، بينما تواصل السلطة الفلسطينية رفع السلاح في وجه أبناء شعبها بدلًا من مواجهته”.
العالول يؤكد أن العريضة ليست فقط رفضًا لهذه السياسات القمعية، بل أيضًا دعوة للعمل المشترك لإنهاء التعاون الأمني مع الاحتلال وتوحيد الصفوف الفلسطينية ضد هذا العدوان المستمر.
تُكشف العريضة في أبعادها أيضًا عن توقيع شخصيات فلسطينية وعربية بارزة، مما يعكس استجابة شعبية واسعة لهذه الدعوة.
من بين أبرز الأسماء الموقعة على العريضة: منير شفيق، هشام أبو محفوظ، سمعان خوري، ماجد الزير، المنصف المرزوقي، عبد الإله بنكيران، عبد الله جاب الله، عبد الرزاق مقري، طارق سويدان، حسين حالوة، الأب مانويل مسلم، معين الطاهر، عبد الكريم بكار، جي كاني تورون، طارق الهاشمي، ديمة طهبوب، راكين أبو هنية، خليل عطية، رسمي الملاح، ربحي حلوم، عريب الرنتاوي، الدكتور محسن صالح، الدكتور أيمن نور، أنس التكريتي، وصباح المختار، عماد الدائمي.
يبرز من بينهم أيضًا العديد من الشخصيات السياسية والحقوقية المؤثرة في الوطن العربي وفي العالم الغربي، والذين يشكلون حجر الزاوية في الحملة التي تسعى إلى تعزيز التضامن مع القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي.
تشير العريضة إلى عدد من الحقائق المروعة التي تعرض الشعب الفلسطيني لمخاطر جمة، مؤكدة على ضرورة توفير الحماية الدولية ضد ممارسات الاحتلال.
كما تفضح هذه العريضة التنسيق الأمني المشبوه بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال، الذي أضر بمصالح الشعب الفلسطيني وساهم في تفاقم معاناته على الأرض. وتؤكد على أن استمرار هذا التواطؤ هو خيانة لكل من ناضل من أجل الحرية والعدالة لفلسطين.
يتحدث الناشط الفلسطيني، إبراهيم حمامي، أحد الموقعين على العريضة، مؤكدًا أن العريضة تمثل لحظة فارقة في النضال الفلسطيني. يقول حمامي: “هذه العريضة ليست مجرد وثيقة، بل هي رسالة قوية ضد كل من يتلاعب بحياة الفلسطينيين”.
ويضيف: “إن العالم كله يشهد ما يحدث من قتل وتجويع وتشريد لشعبنا في غزة، وعلى السلطة الفلسطينية أن تتوقف عن تواطئها مع الاحتلال، لأن الشعب الفلسطيني يستحق أكثر من هذا”.
يحمل هذا التحرك الشعبي على عاتقه مسؤولية كبيرة في فضح الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. وفي ذات الوقت، يشير الموقعون إلى أن العريضة هي نداء لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وحث جميع الفصائل الفلسطينية على التعاون ووضع مصلحة الوطن فوق المصالح الضيقة.
فإن المعركة اليوم هي معركة وحدة وطنية ضد الاحتلال، وإن تجاهل هذه الدعوة يعني الاستمرار في تأجيج النزاع الداخلي وفتح المجال أمام الاحتلال ليواصل تدمير الأرض والشعب.
تصبح هذه العريضة بمثابة إعلان شديد اللهجة للمجتمع الدولي، بأن الشعب الفلسطيني لن يرضى بتفتيت قضيته أو المساومة على حقوقه. دافعوا عن الدم الفلسطيني قبل أن تندموا.