وزارة البيئة تتخذ إجراءات حاسمة بعد حادثة هجوم سمكة قرش في مرسى علم
أعلنت وزارة البيئة وفاة سائح أجنبي وإصابة آخر نتيجة تعرضهما لهجوم من سمكة قرش في مياه عميقة خارج منطقة السباحة بشمال مدينة مرسى علم السياحية الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
أكدت الوزارة على أن الهجوم حدث في منطقة غير مخصصة للسباحة مما يعزز من خطورة التجاوزات التي تحدث من قبل بعض السائحين الذين يتجاهلون التعليمات المحددة.
وجهت وزارة البيئة الجهات المختصة في محميات البحر الأحمر إلى رفع حالة الاستعداد القصوى لمواجهة تداعيات الحادث. بدأت الجهات المختصة متابعة تفاصيل الحادث عن كثب والعمل على اتخاذ إجراءات فورية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. تستمر الوزارة في مراقبة السلوكيات الطبيعية لأسماك القرش في تلك المنطقة وخصوصًا خلال الفترات التي تشهد زيادة في نشاطها.
قررت وزيرة البيئة تشكيل لجنة متخصصة بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر والجهات المعنية. تهدف هذه اللجنة إلى الكشف عن ملابسات الحادث وتحليل الظروف التي أدت إلى وقوعه.
تشمل مهمات اللجنة فحص المنطقة المحيطة بموقع الهجوم وتحديد ما إذا كانت هناك أي عوامل بيئية أو بشرية قد ساهمت في تفاقم خطر هجمات أسماك القرش. تأمل الوزارة أن تساعد التحقيقات في فهم السلوكيات المحتملة التي قد تؤدي إلى زيادة الحوادث المشابهة.
تعاونت وزارة البيئة مع الجهات المحلية لإغلاق منطقة السقالات القريبة من موقع الحادث ومنع السباحة بها لمدة يومين اعتبارًا من يوم الاثنين. وضعت السلطات المحلية إجراءات مشددة للتأكد من تنفيذ الحظر بشكل صارم. شملت هذه الإجراءات نشر فرق إنقاذ إضافية وتكثيف الرقابة على المناطق المخصصة للسباحة. تسعى الوزارة من خلال هذه الإجراءات إلى حماية حياة السائحين وضمان سلامتهم أثناء ممارسة الأنشطة البحرية.
حثت وزارة البيئة العاملين في مجال السياحة في مدينة مرسى علم على التوعية بأهمية الالتزام بالتعليمات المحددة للسلامة. أكدت على ضرورة توجيه الزوار إلى الامتناع عن تجاوز المناطق الآمنة والالتزام بتعليمات الجهات المختصة. شددت الوزارة على أن احترام القواعد المحددة لا يقتصر فقط على سلامة الأفراد بل يساهم في حماية النظام البيئي البحري الهش الذي يواجه العديد من التحديات.
جاء الحادث الأخير ضمن سلسلة من الهجمات المماثلة التي شهدتها سواحل البحر الأحمر مؤخرًا. تعرضت مواطنة في مدينة دهب لهجوم مماثل في سبتمبر 2023 حيث أصيبت بجروح إثر هجوم سمكة قرش أثناء قيامها بالغوص في مياه عميقة. سبق ذلك في يونيو من نفس العام حادث آخر أكثر فتكًا حيث لقي سائح روسي مصرعه في هجوم قرش بمدينة الغردقة مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية صارمة. تضمنت تلك الإجراءات دراسة سلوكيات أسماك القرش وتركيب أجهزة رصد جديدة لمتابعة تحركاتها.
استمرت الوزارة في متابعة تلك الحوادث وتحليل نتائجها من أجل تحسين نظم السلامة العامة في المناطق السياحية البحرية. تقوم فرق متخصصة بتركيب أجهزة لرصد تحركات أسماك القرش وتنبيه الجهات المعنية حال وجود أي نشاط غير طبيعي في المياه القريبة من مناطق السباحة. تأمل الوزارة أن تساهم هذه الجهود في تقليل مخاطر الهجمات المستقبلية.
تعاونت وزارة البيئة مع خبراء بيولوجيين لفهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة تكرار هجمات أسماك القرش. أشار بعض الخبراء إلى أن تغيرات المناخ وارتفاع درجة حرارة مياه البحر قد يكون لها دور في تغيير سلوكيات هذه الكائنات. يُعتقد أن نقص الغذاء الطبيعي المتاح قد يدفع أسماك القرش إلى الاقتراب من الشواطئ بحثًا عن مصادر غذائية جديدة. بناءً على ذلك قامت الوزارة بوضع خطط لدراسة التأثيرات المناخية المحتملة على الحياة البحرية في المنطقة.
أعادت الوزارة التأكيد على أهمية اتخاذ تدابير إضافية لرفع الوعي العام حول المخاطر المحتملة للسباحة في المياه المفتوحة. تحث السائحين والمرشدين السياحيين على الالتزام بتعليمات السلامة وتجنب المغامرة في المناطق غير المسموح بها. تشمل التدابير المقترحة أيضًا تكثيف حملات التوعية البيئية وإشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على التوازن البيئي وحماية الحياة البحرية.
طالبت الوزارة كافة المؤسسات السياحية العاملة في منطقة البحر الأحمر بالعمل على توعية زوارها حول المخاطر المحتملة. شددت على أهمية تزويد السائحين بمعلومات كافية حول كيفية التصرف في حالة مشاهدة سمكة قرش أو التعرض لموقف طارئ في المياه. تهدف هذه الجهود إلى الحد من حوادث الهجمات وضمان تجربة آمنة لجميع السائحين الذين يزورون المنطقة للاستمتاع بجمال البحر الأحمر.
سارعت الجهات المختصة في محافظة البحر الأحمر إلى تنفيذ تعليمات الوزارة بخصوص إغلاق المنطقة المحيطة بموقع الحادث. راقبت فرق الإنقاذ الوضع عن كثب للتأكد من عدم وقوع أي حوادث إضافية. تضمنت الإجراءات المشددة تعزيز التعاون بين السلطات المحلية وفرق الغواصين المحترفين لمتابعة الوضع وتقديم الدعم اللازم عند الحاجة.
تسعى وزارة البيئة إلى الاستفادة من كل المعلومات المتاحة لفهم ديناميكيات الحياة البحرية في المنطقة. وضعت خططًا شاملة لمتابعة الأوضاع وإجراء البحوث اللازمة لفهم التغيرات المحتملة في سلوكيات أسماك القرش. تعمل الوزارة مع الجهات العلمية المحلية والدولية لتطوير استراتيجيات حماية فعالة تساعد في الحفاظ على سلامة السياح وتساهم في الحفاظ على البيئة البحرية الغنية في البحر الأحمر.
ختامًا تؤكد وزارة البيئة التزامها الكامل بمواصلة الجهود لضمان سلامة زوار البحر الأحمر. تدعو الجميع إلى التعاون مع الجهات المعنية والالتزام بتعليمات السلامة وعدم تجاوز المناطق المسموح بها من أجل الحفاظ على الأرواح والبيئة