فحص طارئ لمنظومة الطيران في كوريا الجنوبية بعد تحطم طائرة أودى بحياة 179
أصدر القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية تشوي سانغ موك قرارًا حاسمًا يوم الاثنين يقضي بإجراء فحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات في البلاد، وذلك بهدف التحقق من معايير السلامة الجوية.
جاء هذا القرار عقب الحادث المأساوي الذي أسفر عن تحطم طائرة تابعة لشركة جيجو إير في حادث يعد الأسوأ في تاريخ الطيران الكوري الجنوبي، حيث لقي 179 شخصا مصرعهم في الكارثة.
وقعت الحادثة يوم الأحد عندما كانت الطائرة تحاول الهبوط في مطار موان الدولي، ولكنها انحرفت عن المدرج قبل أن تتحول إلى كرة من النار.
وقد خلف هذا الحادث المأساوي صدمة كبيرة في جميع أنحاء البلاد، مما دفع الحكومة الكورية إلى التحرك بسرعة لتحديد أسباب الحادث وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.
شدد تشوي في اجتماعه مع إدارة الكوارث في العاصمة سيول على أن تحديد هويات الضحايا ومساعدة أسرهم يجب أن يكونا على رأس الأولويات في المرحلة الحالية.
كما أكد على ضرورة تقديم الدعم الكامل للطواقم الطبية للتعامل مع المصابين، وأشار إلى أنه سيتم بذل أقصى الجهود من أجل علاج أفراد الطاقم الذين نجوا من الحادث.
وأعلن المسؤول الكوري الجنوبي أنه سيتم الكشف عن نتائج التحقيق في الحادث في أسرع وقت ممكن، مع ضرورة إبلاغ أسر الضحايا بكل التفاصيل أولاً بأول.
وأوضح أنه بالرغم من أن التحقيقات قد تستغرق وقتًا، فإن الحكومة ستظل شفافة في التعامل مع المعلومات المتعلقة بالحادث، وستواصل تقديم الدعم الكامل للعائلات المتضررة.
كما طالب تشوي وزارة النقل بتنفيذ فحص طارئ لجميع الطائرات العاملة في البلاد، من أجل التأكد من مدى توافقها مع معايير السلامة الجوية العالمية.
وأكد أن هذه الخطوة ضرورية لتحديد أسباب الحادث وتجنب حدوث حالات مشابهة في المستقبل، مشيرًا إلى أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الطيران في كوريا الجنوبية.
في غضون ذلك، أكدت وزارة النقل الكورية الجنوبية أنها ستتعاون بشكل كامل مع السلطات المعنية لإجراء تحقيق شامل في الحادث.
كما شددت على أنها ستقوم بمراجعة جميع إجراءات السلامة المتبعة في شركات الطيران المحلية، مع التركيز على تحديثات الطائرات وصيانتها، بالإضافة إلى التأكد من قدرة الطواقم الجوية على التعامل مع المواقف الطارئة.
وأضاف المسؤولون أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع أثناء محاولة الطائرة الهبوط في مطار موان، حيث انحرفت الطائرة عن المدرج قبل أن تنفجر.
وأشاروا إلى أن الفرق الأمنية والطبية قد عملت بسرعة في موقع الحادث من أجل انتشال الجثث والقيام بالإجراءات اللازمة.
وحسب التقارير الأولية، كانت الطائرة تحمل على متنها عددًا من الركاب والطاقم، وقد تم نقل الناجين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.
فيما يعكف المحققون على جمع الأدلة وتحليل بيانات الصندوق الأسود للطائرة، في محاولة لفهم الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة.
تسبب الحادث في حالة من الحزن العميق بين المواطنين في كوريا الجنوبية، حيث أطلق العديد منهم دعوات للتضامن مع أسر الضحايا والمصابين.
كما أعربت شركات الطيران الدولية والسلطات الجوية في عدة دول عن تعازيهم ومواساتهم للشعب الكوري الجنوبي، مؤكدة على دعمها الكامل خلال هذا الوقت العصيب.
تستمر فرق البحث والإنقاذ في عمليات انتشال جثث الضحايا من موقع الحادث، في الوقت الذي يتم فيه تعزيز الإجراءات الأمنية في مناطق الحادث.
كما تم نشر فرق طبية متخصصة لتقديم الرعاية الفورية للمصابين، حيث يبذل الجميع قصارى جهدهم لتوفير الدعم اللازم.
من المتوقع أن يصدر التحقيق الرسمي في الحادث بعد الانتهاء من جميع إجراءات البحث والتحليل، وفي الوقت ذاته تواصل السلطات الكورية الجنوبية التزامها بالكشف عن كافة التفاصيل المتعلقة بالحادث لضمان تحقيق العدالة لأسر الضحايا.
تُعد هذه الحادثة بمثابة تذكير حزين بأهمية السلامة الجوية وضرورة تحديث الأنظمة الخاصة بالطيران بشكل دوري. ومن المتوقع أن تكون هذه الحادثة نقطة تحول هامة في تعزيز معايير السلامة في قطاع الطيران في كوريا الجنوبية، وتدعيم الثقة العامة في هذا القطاع الحيوي.