عنف الشرطة في بني سويف: تصفية شيخ بدم بارد بـ 14 رصاصة
تدخل قوات الأمن في مركز الفشن ببني سويف يوم الأحد 22 ديسمبر لتنفيذ جريمة لا تغتفر، حيث أطلقت 14 رصاصة على الشيخ عودة عبد الفضيل أبو معيدة، البالغ من العمر 54 عاماً، بعد اقتياده من منزله فجراً، وهو أعزل لا حول له ولا قوة.
تحركت عناصر الشرطة بعنف بالغ ضد رجل مسن، ولم تكتفِ بتعذيبه جسدياً، بل قامت بتصفيته في وضح النهار، وسط حالة من الرعب والهلع في المنطقة. اقتحمت القوات منزله في ساعات الفجر، وحملته بالقوة، دون أن تترك له فرصة حتى لإظهار أي شكل من أشكال الدفاع عن نفسه. كان هدفهم واضحاً: تصفيته بدم بارد، وإرسال رسالة مرعبة للجميع حول ما يمكن أن يحدث لأي مواطن قد يقع تحت مرمى الأمن في هذا البلد.
استهدفت الشرطة شيخاً مسالماً، لم يتورط في أي أعمال عنف، حيث كان يعيش حياة هادئة بعيدة عن أي صراع مع السلطة. ومع ذلك، لم يكن لدى تلك القوات أدنى اعتبار لأي قوانين أو قيم إنسانية. بمجرد أن اقتيد إلى مكان بعيد عن الأنظار، أمطروه بالرصاص، وتركوه غارقاً في دمائه.
لا تقف الجرائم عند هذا الحد، بل جاءت التهديدات لتحاصر عائلة الشيخ، حيث واجهت أسرته تهديدات بالاعتقال أو التصفية في حال تحدثت عن الواقعة أو حاولت كشف الحقيقة. هذا المشهد الصادم يوضح بجلاء أن السلطات لا تتردد في استخدام العنف المفرط، ولا تكتفي بالتحكم في حياة المواطنين، بل تسعى لتكميم أفواههم وإجبارهم على الصمت مهما كانت التكاليف.
لم يكن هذا الحادث الأول ولن يكون الأخير في سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي تمارسها السلطات ضد المواطنين في مناطق عدة. إن هذه الممارسات تفضح حقيقة ما يحدث خلف الستار الأمني، وتكشف عن واقع مرير يعانيه المواطنون الذين يعيشون تحت وطأة الخوف والترهيب.