زيارات ضخمة لـ دمشق في غياب القاهرة وتغيرات دراماتيكية في السياسة الإقليمية
بدأت سوريا في استقطاب سلسلة من الزيارات الدولية التي أعادت تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية والدولية في الوقت الذي غابت فيه مصر عن المشهد بشكل كارثي فهذه التحركات الكبرى كانت تتويجاً لانفتاح غير مسبوق على دمشق من قبل الدول العربية والأجنبية التي لم تتوانى عن إرسال وفود رفيعة المستوى إلى العاصمة السورية للمشاركة في مفاوضات وشؤون حساسة قد تغير مصير المنطقة
زارت وفود تركية برئاسة رئيس جهاز المخابرات التركي ووزير الخارجية في خطوة غير متوقعة تعتبر بمثابة محاولة لتجديد العلاقة مع دمشق بعد سنوات من التوتر والتصعيد وهو ما يعكس تحولاً كبيراً في المواقف الإقليمية ودور تركيا في المنطقة التي كانت تصنف سوريا في قمة خصومها قبل أن تدور الأحداث بشكل مفاجئ وتبدأ مرحلة من الانفتاح
سارعت قطر إلى إرسال وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي ليعكس تطوراً هاماً في العلاقة بين البلدين بعد سنوات من الجفاء وهو التحرك الذي يثير العديد من الأسئلة حول التوجهات السياسية لقطر في المرحلة المقبلة ومدى تأثيرها على التوازنات السياسية في الخليج والعالم العربي
التفت الأنظار أيضاً إلى الوفد السعودي الذي ترأسه مستشار في الديوان الملكي والذي جاء في وقت حساس ليحمل رسائل بالغة الأهمية وهو تحرك يعكس رغبة الرياض في إعادة التوازن إلى علاقاتها مع دمشق بعد انقطاع طويل واستبعاد من التحركات الإقليمية وقد يكون بداية لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين البلدين
من جانب آخر كان الوفد الأردني برئاسة وزير الخارجية أيمن الصفدي حاضراً في قلب المشهد حيث أكدت زيارة الوفد الأردني أهمية التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة وهو ما يعكس رغبة قوية من الأردن في العودة إلى العمق العربي وسوريا تمثل أحد أضلاع هذا التحرك
أما الوفد الأمريكي الذي ترأسه مساعد وزير الخارجية باربرا ليف فقد ألقى بظلاله على الأزمة السورية وكان بمثابة اختبار حقيقي لنوايا واشنطن في إعادة تقييم موقفها من دمشق بعد سنوات من العقوبات والتوتر السياسي
توالت الزيارات الدبلوماسية مع وصول الوفد الإيطالي والفرنسي والذي جاء بعد سلسلة من التحولات في المواقف الأوروبية تجاه سوريا في خطوة مثيرة للجدل تؤكد تزايد الانفتاح الأوروبي على دمشق بعد سنوات من العزلة
هذه الزيارات التي تزامنت مع غياب شبه كامل لمصر عن المشهد قد تكون علامة فارقة في تحولات السياسية الإقليمية والدولية وهو ما يطرح تساؤلات حول مصير السياسة المصرية في ظل هذا المد الدبلوماسي المكثف نحو دمشق