حذر المدير الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوارد بيجبيدر من المخاطر المتزايدة التي تهدد حياة الأطفال والرضع في قطاع غزة في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها نتيجة البرد القارس.
أكد بيجبيدر أن الأطفال الذين يقيمون في خيام وملاجئ مؤقتة في غزة يعانون من نقص في التدفئة اللازمة مما يعرضهم بشكل خاص لخطر الوفاة بسبب انخفاض درجات الحرارة.
شدد على أن هذا الوضع يزداد تعقيدًا مع استمرار المعارك في المنطقة، مما يجعل حياة هؤلاء الأطفال أكثر هشاشة في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة.
وأوضح المكتب الصحفي لليونيسيف أن بيجبيدر عبر عن قلقه العميق من استمرار التهديدات التي تواجه أطفال غزة بشكل متواصل.
أشار إلى أن عددًا من الأطفال قد قضوا جراء الهجمات الأخيرة من قبل القوات الإسرائيلية، حيث استشهد 11 طفلاً على الأقل وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى وفاة 4 رضع نتيجة انخفاض درجات حرارة أجسامهم.
كما حذر من أن الوضع قد يتفاقم خلال الأيام القادمة مع استمرار تدهور الطقس، مما يزيد من احتمالية وقوع المزيد من الوفيات بين الأطفال في القطاع المحاصر.
في إطار آخر من المعاناة، أكد الإعلام الفلسطيني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقل 22 من العاملين في الدفاع المدني بمحافظتي غزة والشمال، واقتادهم إلى مكان غير معلوم.
من جانبها، نددت فرق الدفاع المدني في غزة بالاعتقالات، مشيرة إلى أن هذه العمليات تأتي في سياق متواصل من التعسف في التعامل مع فرق الإغاثة الإنسانية.
وقالت فرق الدفاع المدني إن الاعتقالات تشكل جزءًا من سياسة تدمير منهجية لمنظومة العمل الإنساني في القطاع، مشيرة إلى أنها كانت قد تعرضت لعدة انتهاكات في الآونة الأخيرة، أبرزها منعها من إجلاء جثامين الشهداء من مواقع القصف في خرق سافر للقانون الدولي.
وفي هذا السياق، استشهد تسعة فلسطينيين فجر يوم أمس، بينهم ثلاثة أطفال، إثر غارات شنها الجيش الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
وذكر مراسل وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” أن القصف استهدف منزلاً في مخيم المغازي وسط القطاع، مما أسفر عن استشهاد تسعة أفراد وإصابة آخرين. تم نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح المجاورة، حيث تتواصل عمليات الإغاثة رغم المخاطر المتزايدة.
على الصعيد السياسي، تستمر المظاهرات في عدة مدن إسرائيلية للمطالبة بصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. حيث أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس يتعرضان لانتقادات واسعة بسبب تعثر المفاوضات الخاصة بهذا الملف.
وفي هذا السياق، أكدت حركة حماس تمسكها بشروطها المبدئية، وعلى رأسها وقف الحرب على غزة كشرط لإجراء أي مفاوضات جادة.
تجددت المظاهرات في العديد من المدن الإسرائيلية، بما في ذلك حيفا والخضيرة وتل أبيب، حيث عبر المتظاهرون عن مطالبهم بإبرام صفقة مع حركة حماس لإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
وقد انطلقت هذه المظاهرات من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يطالبون الحكومة بالتحرك العاجل لإنهاء معاناتهم. وتوجهت الدعوات من قبل العائلات إلى أن تكون هذه المظاهرات جزءًا من حملة مستمرة للمطالبة بإتمام المسار التفاوضي بما يضمن إعادة الأسرى إلى بيوتهم.
كما حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين من أن فصل الشتاء قد يشكل تهديدًا أكبر على حياة المحتجزين في غزة، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب مزيد من الوفيات.
وأكدت في بيان صحفي أن يوم السبت سيشهد تنظيم عشرات المظاهرات في مدن عدة، بما في ذلك تل أبيب والقدس، مطالبة بالحصول على صفقة تبادل تضمن عودة جميع الأسرى.
وأشار البيان إلى أن هناك حاجة ملحة لتسريع المفاوضات، محذرًا من أن الشتاء قد يؤدي إلى فقدان حياة الكثيرين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق عاجل.
تسود حالة من الغموض والقلق حول مصير المحتجزين في غزة، بينما يتزايد الضغط المحلي والدولي على الأطراف المعنية من أجل إنهاء الصراع والعمل على إيجاد حلول إنسانية عاجلة، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع.