تقاريرعربي ودولى

لبنان يواصل جهود البحث وسط استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

أعلنت السلطات اللبنانية مباشرة فرق البحث والإنقاذ عمليات انتشال جثامين خمسة قتلى في بلدة الخيام، وتم نقل الجثامين إلى مستشفى مرجعيون الحكومي لتكملة الإجراءات اللازمة، فيما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار الذي فرض بين إسرائيل وحزب الله.

ووضعت السلطات الصحية المستشفى في حالة استعداد لاستقبال أي حالات أخرى نتيجة لهذه العمليات، مؤكدةً أهمية التنسيق مع الجهات المعنية لضمان تأمين الاحتياجات الطبية والعلاجية.

أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن فرق البحث تواصل جهودها وستستأنف غداً عمليات التنقيب للعثور على المفقودين الذين تأثروا بالعدوان الإسرائيلي الأخير على بلدة الخيام. يعمل فرق البحث والإنقاذ بلا توقف، مستخدمين المعدات اللازمة للبحث بين الأنقاض التي خلفتها الغارات، ساعين للعثور على جميع الضحايا في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة بعد الاعتداء. وتستمر هذه الجهود في إطار العمل الإنساني الواسع للحد من الخسائر البشرية والبحث عن الناجين.

وأوضحت المصادر الرسمية أن العدوان الإسرائيلي الأخير خلّف دماراً هائلاً في الأرواح والممتلكات بالبلدة، حيث تم تسجيل إصابات كبيرة في صفوف المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء الذين تعرضوا لأضرار مباشرة نتيجة القصف المتواصل. ولم تتضح بعد الملابسات الكاملة بشأن مقتل الضحايا الخمسة، ولم يتبين ما إذا كانت الغارات التي أودت بحياتهم وقعت قبل أو بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. تجري السلطات المختصة حالياً تحقيقات دقيقة لتحديد تفاصيل الحادث.

منذ السابع والعشرين من نوفمبر الماضي، يسود حالة هشة من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بعد عدوان إسرائيلي بدأ في الثامن من أكتوبر 2023، ثم تصاعد بشكل كبير ليصل إلى حرب واسعة في الثالث والعشرين من سبتمبر. تحاول الأطراف المختلفة الحفاظ على هذه الهدنة الهشة رغم الانتهاكات المستمرة التي يقوم بها جيش الاحتلال، مما يعقد الجهود الرامية إلى تثبيت الاستقرار في المنطقة.

فيما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية المستمرة، أكدت الوكالة اللبنانية قيام جيش الاحتلال بعمليتي تفجير واسعتين في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان، حيث سمع دوي الانفجارات في المناطق المجاورة، مما أثار الرعب في صفوف الأهالي. قام الجيش الإسرائيلي كذلك بقطع الطريق بين بلدتي الطيبة ودير سريان، قرب مركز الدفاع المدني القديم، ليتمركز بعدها في المنطقة، ما أدى إلى تقييد الحركة في تلك المنطقة الحيوية وإحداث المزيد من الضغوط على المدنيين القاطنين هناك.

وقد أسفرت هذه الانتهاكات عن ارتفاع عدد الخروقات التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ إلى 333 خرقًا، وذلك خلال 32 يوماً فقط من بدء الهدنة. تبذل السلطات اللبنانية جهوداً دبلوماسية لرفع هذه الانتهاكات إلى الجهات الدولية، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذه الخروقات المستمرة على الأوضاع الأمنية في الجنوب اللبناني.

وعلى الرغم من مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن هذه العمليات جاءت ضمن إطار التصدي لتهديدات مزعومة من حزب الله، فإن هذه الخروقات أدت إلى سقوط 32 قتيلاً و38 جريحًا، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة اللبنانية. طالبت الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات التي تهدد بتصاعد الأوضاع مجدداً في المنطقة.

أحد أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق، وهو الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل، خلال مدة لا تتجاوز 60 يوماً. كما ينص الاتفاق على انتشار قوات الجيش اللبناني وقوات الأمن على طول الحدود، بما في ذلك نقاط العبور الحيوية والمنطقة الجنوبية، وذلك لضمان تثبيت الأمن والاستقرار ومنع أي تصعيد جديد بين الطرفين.

أسفرت العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل ضد لبنان عن مقتل 4,063 شخصاً، وإصابة 16,663 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. تشمل هذه الحصيلة عدداً كبيراً من الأطفال والنساء الذين لم يسلموا من آثار الغارات المتواصلة. كما تسببت هذه الهجمات في نزوح حوالي مليون و400 ألف شخص، أجبروا على ترك منازلهم والهروب إلى مناطق أكثر أماناً داخل لبنان أو خارجها.

تفاقمت أوضاع النازحين نتيجة تصاعد القتال في الثالث والعشرين من سبتمبر، حيث سجل معظم الضحايا والنازحين في تلك الفترة، ما دفع بالسلطات اللبنانية والمنظمات الدولية إلى تكثيف جهود الإغاثة الإنسانية لتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين، بما في ذلك توفير المأوى والطعام والرعاية الطبية اللازمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى