أسعد الشيباني: سوريا تسعى لبناء علاقات استراتيجية مع مصر قائمة على الاحترام
أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني عن تطلع بلاده إلى بناء علاقات استراتيجية قوية مع جمهورية مصر العربية، مشدداً على أهمية احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما الداخلية. عبر عن هذا التوجه في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» يوم السبت، حيث أكد أن سوريا تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع مصر على أسس من الاحترام المتبادل والتعاون البناء.
أكد الشيباني في تصريحه أن العلاقات بين الدولتين يجب أن تقوم على أساس من التفاهم المتبادل والتعاون المشترك، بعيداً عن أي تدخل في الشئون الداخلية لكلا البلدين. هذا التصريح جاء في وقت حساس، حيث تسعى سوريا في ظل الظروف الراهنة إلى إعادة بناء علاقاتها الإقليمية والدولية بعد سنوات من الصراع الداخلي، بينما تواصل مصر لعب دور مهم في السياسة الإقليمية والدولية.
أشار الشيباني إلى أن سورية تأمل أن تؤدي هذه العلاقات إلى نتائج إيجابية تعود بالنفع على كلا الشعبين في المستقبل القريب. تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات سياسية وجيوسياسية هامة، تتطلب مزيداً من التنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة. وعليه، فإن سوريا تركز على خلق بيئة من التعاون مع جيرانها، وخاصة مصر، التي تعد أحد الأقطاب الأساسية في العالم العربي.
من جهة أخرى، كشف مصدر مصري مطلع عن مغالطات رافقت الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام المعادية بشأن زيارة قريبة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى سوريا. هذه الشائعات تضمنت أن الوزير سيجري لقاء مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وهو ما نفاه المصدر تماماً. أوضح المصدر أن الوزير عبد العاطي في الوقت الحالي في جولة إفريقية، حيث يقوم بزيارة إلى دولة تشاد، وذلك في إطار مهماته الدبلوماسية الحالية.
وأوضح المصدر أن الوزير المصري سيتوجه بعد جولته إلى العاصمة المصرية القاهرة لملاقاة وزير الخارجية السوداني في العاصمة الإدارية اليوم السبت. هذا التأكيد يبرز أن ما تم تداوله بشأن زيارة إلى سوريا غير صحيح، وأن الأجندة الحالية للوزير تتعلق بالعلاقات مع الدول الإفريقية والعربية الأخرى.
وفي سياق آخر، أكدت المصادر الرسمية في مصر حرصها على دعم وحدة سوريا وأمنها واستقرارها في جميع المحافل الإقليمية والدولية. شددت على أن مصر تلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهي تسعى دائماً إلى دعم الحلول السلمية والنوعية التي تحقق الأمن والسلام في المنطقة العربية. هذا التوجه يعكس التزام مصر بمواقفها الثابتة التي تسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وتخفيف التوترات في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين مصر وسوريا قد شهدت تحولات كبيرة خلال السنوات الماضية، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي مرت بها سوريا نتيجة الحرب الداخلية. ومع ذلك، لم تنقطع الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين، حيث كان هناك دائمًا حوار مستمر على مختلف الأصعدة، ولكن ظلّت هذه العلاقات بحاجة إلى إعادة تقييم وتنشيط بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
وقد شهدت الآونة الأخيرة تحركات سياسية تهدف إلى بناء علاقات جديدة بين بعض الدول العربية وسوريا، وهو ما يعكس رغبة سوريا في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها مصر. في هذا الإطار، تعمل الحكومة السورية على توطيد علاقاتها مع جيرانها بما يتماشى مع تطلعاتها المستقبلية في إعادة الاستقرار إلى المنطقة.
في النهاية، يبدو أن المرحلة الحالية تشهد بداية مرحلة جديدة من التعاون بين مصر وسوريا، قائمة على التفاهم المشترك والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة. العلاقات بين البلدين تعد أحد المحاور المهمة التي يمكن أن تساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة بشكل عام، خصوصاً في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها الدول العربية في الوقت الراهن.