يواجه الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان معركة غير متكافئة تمامًا حيث يقف أمام دبابات قوات الاحتلال معزولًا عن العالم الذي يجهل حجم التحديات التي يواجهها لا يعرف الأطباء من حوله كيف يواجهون الموت اليومي في ظل قصف مستمر
يرسم هذا الواقع المأساوي بدقة رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمود عباس، الذي يلتقط في لوحته معاناة د. حسام، مُظهرًا كيف يقف هذا الرجل في مواجهة الموت بكل شجاعة، في حين يتلاشى كل شيء من حوله.
بينما القنابل تنهال من السماء تدمّر كل شيء لا قدرة لهم على الهروب أو اللجوء إلى مكان آمن فعين الدكتور حسام لا تترك المستشفى التي أصبحت صرحًا للجراح وملاذًا للجرحى في وسط جحيم من القذائف لا يتوقف القصف ولا يرحم أبداً على الرغم من كل محاولات الصمود العديدة إلا أن الواقع يتساقط أمامهم ككابوس طويل لا نهاية له.
يشهد المستشفى حالة من التوتر الشديد في اللحظات التي تسبق القصف والموت الداهم في كل زاوية منهم وحين يحاول الدكتور حسام النهوض وتحفيز الجميع للصمود لا يجد ما يعينه سوى إرادته الطاهرة وصوته الذي يهتز أحيانًا من شدة التعب والظروف القاهرة يحاول أن يكون مصدرًا للأمل وسط بحر من الإحباط والخوف لا ينفك يواجه قرارات صعبة في ساعات الليل الحالك دون أن يكون له نصير أمام قوى الظلام التي تفتك بكل شيء حي.
يقف وحيدًا على خط النار لا مساعدات ولا إمدادات تصل إلى المستشفى الذي أصبح معقلًا للمقاومة الطبية في ظل غياب شبه كامل لأي دعم محلي أو دولي يخفف من الضغط الواقع على الكوادر الطبية.
لا مجال للتراجع فكل خطوة للخلف تعني المزيد من الموت لمئات المدنيين الذين استغاثوا بلا جدوى. كلما تحركت آلة الحرب بقوة زاد تصميمه على المضي قدمًا لأنه يعرف أنه لا بديل عن الصمود في وجه هجوم وحشي لا يرحم.
يتعالى صوت الطائرات فوق المستشفى بينما تتناثر الأشلاء جراء القصف العنيف الذي لا يترك شيئًا قائمًا مهما كان، ومع ذلك، لم يستسلم الدكتور حسام لحظة واحدة للحظات الصعبة لا بل كرّس كل طاقته لجعل المستشفى متماسكًا قدر المستطاع وسط مشهد يزداد تعقيدًا وكارثيًا في كل ساعة من ساعات يومه الثقيل.
وفي قلب هذا الصراع المرير، يبقى الدكتور حسام أبو صفية رمزًا للصمود والإصرار رغم قلة الحيلة والموارد.