تقاريرعربي ودولى

مجزرة في طرطوس 14 قتيلاً و10 جرحى في هجوم مروع على الأمن السوري

اندلعت أزمة مرعبة في سوريا إثر حادث مروع وقع في ريف طرطوس حيث أُودِيَ بحياة 14 عنصرا من وزارة الداخلية وأُصيب 10 آخرون إثر كمين غادر شنته جماعات تعتبرها السلطات فلول النظام البائد .. الهجوم وقع في وقت تشهد فيه البلاد أجواءً مشحونة وعنفاً غير مسبوق.

تأتي هذه الأحداث في وقت حساس للغاية، حيث يسود التوتر الشديد في مناطق عدة من البلاد التي شهدت موجة جديدة من المظاهرات الشعبية الغاضبة.

دارت معركة دامية في ريف طرطوس، وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا من القوات الأمنية، الذين كانوا في مهمة حساسة تهدف إلى الحفاظ على الأمن والسلامة في المنطقة.

تصاعدت العمليات الإرهابية وسط تصاعد الحوادث المؤلمة التي تودي بحياة الأمنيين، مما يعكس الوضع المتردي الذي يعيشه المواطنون السوريون في ظل هذا الهجوم.

أطلق وزير الداخلية محمد عبد الرحمن بياناً عاجلاً يعلن فيه مقتل 14 عنصرا من الأمن، مشيراً إلى أن الهجوم وقع نتيجة كمين نصبته ما تُسمى بـ ”فلول النظام” في منطقة ريفية، بينما كانوا في مهمة لضبط الأوضاع وحماية المدنيين. لكن هذه الحملة الأمنية العنيفة فشلت في الحفاظ على استقرار المنطقة بشكل فاعل وسط الفوضى التي تضرب البلاد.

انتشر الذعر في عدة مدن رئيسية في البلاد، حيث تم فرض حظر تجول على الفور في مناطق مثل دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص وحلب.

هذا الإجراء الكارثي جاء على خلفية المظاهرات الحاشدة التي خرجت في عدة مناطق، إثر تصاعد القلق الشعبي بعد حادثة حرق أحد المزارات الدينية في حلب.

هذه الحادثة لم تكن مجرد تصرف عابر، بل كانت جزءاً من مخطط مدبر تهدف عناصر معارضة للنظام إلى إثارة الفتنة والفوضى بين أطياف الشعب السوري.

على إثر المظاهرات التي شهدتها اللاذقية وجبلة والقرداحة، بدأت القوات الأمنية في تحركات مكثفة لفرض سيطرتها على الأوضاع.

تم عزل المدن وفرضت قيود صارمة على التنقل، في محاولة يائسة للسيطرة على هذا الغضب الشعبي الذي يزداد قوة يوماً بعد يوم. في وقت تزامن مع هذا، أُصدرت أوامر أمنية صارمة للتعامل مع الوضع المشتعل.

ومع التصعيد الأمني العنيف الذي شهدته عدة مناطق، أصبحت شوارع المدن الكبرى كدمشق وحلب ملاذا للمتظاهرين الرافضين لتصرفات النظام.

الجهود الأمنية لم تكن كافية لاحتواء هذه المظاهرات العارمة، التي امتدت لتشمل مدن أخرى كان آخرها حلب التي تشهد تصاعدا لافتا في الاحتجاجات الشعبية، التي تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الفساد والظلم.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية عن إصابة العشرات من أفراد الأمن، كانت المظاهرات قد اتخذت منحى تصعيديا كبيرا، حيث لا تقتصر هذه الحركات على شعارات ضد النظام الحالي بل توسعت لتشمل احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعاني منها المواطنون.

ومن المتوقع أن يستمر الوضع المتأزم في تصاعد مستمر، في ظل فشل السلطة في تلبية مطالب الشعب العادلة والمشروعة. وقد تحولت المدن السورية إلى ساحة حرب مفتوحة بين أجهزة الأمن والمحتجين الذين يطالبون بتغيير حقيقي في مسار النظام الحالي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى