مقالات ورأى

أسعد هيكل يكتب: الحرية لسجناء الرأي والوطن

شاهدنا وشاهد العالم معنا علي مدار الأيام الماضية هول وفظاعة الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت ضد السجناء في سوريا، وهي جرائم صادمة يندي لها جبين الإنسانية، ويخجل منها كل صاحب رأي وضمير في هذا العالم، ويجب أن يقدم كل من ارتكبها، أو شارك فيها أو حرض عليها هناك إلي محاكمة جنائية علنية.

ولا شك أننا ونحن نتابع هنا في مصر أهوال ما جرى بالسجون السورية، نستحضر ونتذكر أحوال السجون المصرية، وسجناء الرأي والسياسة القابعين خلف جدرانها، ولعل مشاعر القلق التي تكتنفنا تجاه ذلك، هي مشاعر طبيعية و منطقية تلقائية، خاصة وأننا كمحامين معنين بالدفاع عن قضايا الرأي والسياسية في بلادنا يهمنا أن نطمئن على أحوال من ندافع عنهم، وننشد لهم إخلاء السبيل والحرية، لا سيما وإن منهم محبوسين تجاوزت مدة حبسهم احتياطياً المدة التي نص عليها الدستور والقانون.

إننا وإذ نناشد منذ وقت طويل إخلاء سبيل كل محبوس علي ذمة قضية رأي أو سياسيه، ننشد ذلك من منطلق الصالح العام لبلادنا، فالتجارب التي حدثنا عنها التاريخ تقول أن الأيدي المكبلة والأفواه المكممة والقلوب الخائفة، لا يمكن أن يحدث معها أي تقدم مهما فعلت السلطة الحاكمة، ولا يمكن تجاهل أن السجن هنا يأتي بنتائج عكسية، بل إن التاريخ قدم لنا الكثير من أسماء السجناء الذي وضعوا بالسجون، وخرجوا منها إلي كراسي السلطة من يوسف الصديق عليه السلام، إلي أنور السادات إلي نيلسون منديلا وغيرهم كثيرين.

ونحن لا ننشد الحرية لسجناء الرأي والسياسيه فقط، الحريه التي ننشدها ونقصدها هي حرية الوطن، بما تعنيه من حرية إعلام وصحافة، وحريات نقابيه، وحزبية، وغيرها، وصنو الحريات هي الحقوق، والحقوق ايضا في بلادنا كثير منها مهدره، وعن نتائج غياب الحقوق والحريات عن بلادنا حدث ولا حرج، ويكفي ان الواقع يقول ان الاغلبيه العظمي من الناس في مصر الان، باتت تعاني من ضيق العيش وغلاء الاسعار، وكثير من صعوبات الحياه.

ونحن وإن كنا لا زلنا نراهن علي حلم التغيير للافضل في بلادنا ، فان رهاننا ليس علي غرار ما حدث في سوريا، اوعلي ذكر ما اكتشف في سجونها، بل هو رهان واقعي، رهان علي السلطة هنا، علي الرئيس السيسي ان يحدثه.

وان كنا ونحن نتطلع الي الحريه لم ننسي بعد ما مرت به بلادنا من ظروف عصيبة ماضية، نعتقد انها مضت بغير رجعة وان الفرصة الان اصبحت مواتيه، لبدء صفحة تاريخيه جديده من تاريخ بلدنا الغاليه مصر، تقوم علي الحريه والكرامه والعدالة الاجتماعيه، وامر ذلك بيد السلطة، وان الامر كله لله، ليبقي هناك امل في غدأ افضل ان شاء الله.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى