تقاريرعربي ودولى

صواريخ الحوثيين تهدد إسرائيل: خمس هجمات في أسبوع والذعر يعم الملايين

في تطور خطير لم يكن في الحسبان، وفي ساعة مبكرة من اليوم، تعالت أصوات صفارات الإنذار في عدة مناطق بوسط إسرائيل، معلنة عن حالة طوارئ جديدة أثارت الذعر والفوضى في صفوف ملايين الإسرائيليين.

التصعيد المفاجئ لم يأتِ من غزة أو لبنان كما اعتاد الجميع بل جاء هذه المرة من اليمن، حيث أطلقت جماعة الحوثيين صاروخًا تم اعتراضه في اللحظات الأخيرة قبل أن يخترق المجال الجوي الإسرائيلي ويصيب الأهداف.

ورغم نجاح عملية الاعتراض، إلا أن الذعر سيطر على المشهد، ما دفع بالناس إلى التهافت على الملاجئ خوفًا من سقوط شظايا الصاروخ المعترض في المناطق المأهولة بالسكان.

التفاصيل الأولية تشير إلى أن هذه هي المرة الخامسة خلال أسبوع واحد التي يتعرض فيها المدنيون في إسرائيل لهجمات صاروخية من اليمن. هذه المرة تأتي في إطار حملة حوثية تصعيدية تستهدف الأراضي الإسرائيلية بشكل متكرر ومكثف، ما يشكل تحديًا أمنيًا جديدًا لدولة إسرائيل وجيشها.

وأكد جيش الاحتلال في بيان نشره على منصة إكس (تويتر سابقًا) أن التفاصيل المتعلقة بهذا الهجوم الجديد لا تزال قيد المراجعة والتحليل، في حين تواصل الفرق المختصة متابعة الموقف عن كثب.

الخطير في الأمر أن الهجمات الحوثية الأخيرة لم تعد مجرد تهديدات إعلامية أو عبارات طنانة يطلقها المتحدثون باسم الجماعة، بل أصبحت واقعًا مريرًا يتعامل معه الملايين في إسرائيل بشكل يومي تقريبًا.

ما يزيد من حدة الموقف هو التصعيد المستمر، حيث لم يقتصر الأمر على إطلاق صاروخ واحد، بل جرت خمس هجمات متتابعة خلال أسبوع واحد، مما يشير إلى أن هناك حملة منظمة ومدروسة تستهدف إثارة الفوضى وزرع الرعب في القلوب.

الضربات الصاروخية الحوثية تأتي في وقت حرج تعاني فيه إسرائيل من تحديات أمنية غير مسبوقة على عدة جبهات. ما يفاقم الأزمة هو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من ضغوط داخلية وخارجية؛ فمن جهة هناك الوضع المتأزم في غزة والتوتر المستمر على الحدود مع لبنان، ومن جهة أخرى يواجه تحديات جديدة وغير مألوفة كالصواريخ القادمة من اليمن والتي تهدد استقرار الدولة وأمنها.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف سيواجه جيش الاحتلال هذه التهديدات المتصاعدة والمتعددة في ظل انشغاله على أكثر من جبهة؟

التقارير الأمنية تشير إلى أن إسرائيل لا تزال تعتمد بشكل كبير على نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، والذي أثبت فعاليته في التصدي للعديد من الهجمات.

إلا أن هذا النظام ليس معصومًا عن الخطأ، وبمرور الوقت قد يصبح أقل فعالية أمام تكثيف الهجمات من جهات متعددة، بما في ذلك الحوثيين. هذا التحدي الجديد يضع القيادة العسكرية في موقف صعب، حيث يجب عليها التفكير في استراتيجيات جديدة وأكثر فعالية للتعامل مع هجمات صاروخية بعيدة المدى ومختلفة التوجيه.

من جهة أخرى، يدور الحديث عن وجود تنسيق إيراني حوثي وراء هذه الهجمات، حيث يُعتقد أن إيران تقوم بتزويد الحوثيين بالتكنولوجيا العسكرية والقدرات الصاروخية التي تمكنهم من تنفيذ هجمات دقيقة على أهداف إسرائيلية.

هذه التحليلات ليست مستبعدة في ظل الدور الإيراني المعروف في المنطقة، والذي يسعى بشكل دائم إلى إرباك الحسابات الإسرائيلية وتوجيه رسائل عبر وكلائها مثل الحوثيين.

ما يثير القلق بشكل أكبر هو الأثر النفسي والمعنوي على الإسرائيليين الذين يعيشون تحت تهديد دائم، إذ إن تكرار الهجمات في فترة زمنية قصيرة يجعل الناس يعيشون في حالة من الرعب والترقب المستمرين.

الملايين هرعوا إلى الملاجئ بعد سماع صفارات الإنذار، وتكرار هذه المشاهد يعيد إلى الأذهان الذكريات المؤلمة لأيام حرب الخليج الأولى عندما كانت الصواريخ العراقية تقصف المدن الإسرائيلية.

الرد الإسرائيلي المتوقع قد لا يتأخر كثيرًا، فإسرائيل معروفة بأنها لا تترك أي هجوم يمر دون رد فعل قوي. ولكن السؤال الأكبر هو ما إذا كانت إسرائيل ستتخذ إجراءات ردع جديدة تجاه الحوثيين في اليمن، أو ربما التفكير في عمليات عسكرية تستهدف القدرات الصاروخية لهم قبل أن تتفاقم الأمور أكثر.

وفي ظل هذا التصعيد المستمر، يبدو أن المنطقة على حافة الانفجار، فقد يؤدي هذا التوتر المتصاعد بين إسرائيل والحوثيين إلى تداخل صراعات جديدة مع الأزمات الإقليمية الحالية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى