في حادثة مروعة وقعت أمام بوابة مستشفى العودة في النصيرات وسط قطاع غزة استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مركبة بث تابعة لقناة القدس اليوم مما أسفر عن استشهاد خمسة من الصحفيين العاملين في القناة وذلك خلال فترة تصعيد عسكري متواصلة تشهدها المنطقة منذ أيام.
المركبة التي كانت في طريقها إلى تغطية الأحداث الميدانية في المنطقة كانت تحتوي على طاقم صحفي مؤلف من خمسة أفراد بينهم مراسلين وصحفيين فنيين وقد تعرضت لاستهداف مباشر من قبل طائرة حربية إسرائيلية بعد أن كانت في موقعها بالقرب من مستشفى العودة الذي يعد من أبرز المستشفيات في القطاع ويستقبل العديد من الجرحى والمصابين جراء الهجمات المتواصلة على القطاع.
التفاصيل التي تم جمعها تشير إلى أن الطائرة الحربية استهدفت المركبة بصاروخ دقيق أدى إلى تدميرها بشكل كامل ما أسفر عن استشهاد الصحفيين على الفور وقد تمكنت فرق الإسعاف من الوصول إلى موقع الحادث بعد فترة قصيرة رغم الصعوبات الناتجة عن القصف المكثف في المنطقة.
الصحفيون الذين استشهدوا هم جزء من طاقم قناة القدس اليوم التي كانت تعمل طوال الأيام الماضية على تغطية الأحداث في غزة في ظل التصعيد العسكري الذي تشهده المدينة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وقد كانت القناة تقدم تغطية مستمرة للمعارك والدمار الذي يخلفه القصف الجوي والمدفعي على الأحياء السكنية والمرافق الحيوية في غزة.
المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الحربية أثارت ردود فعل غاضبة من قبل المنظمات الصحفية والإعلامية المحلية والدولية حيث اعتبرت أن هذا الهجوم يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الصحفيين وحمايتهم بموجب القوانين الدولية. كما دعت هذه المنظمات إلى فتح تحقيق دولي في الحادثة وتحميل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن استهداف الصحفيين الذين كانوا يقومون بعملهم في ظروف خطيرة بهدف نقل الحقيقة للعالم.
كما نددت العديد من الشخصيات السياسية والفصائل الفلسطينية بهذا الهجوم واعتبرت أن قتل الصحفيين يعد جريمة حرب ضد الإنسانية كما أكدت على ضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ووسائل الإعلام العاملة في القطاع.
على صعيد آخر أدان المراسلون الصحفيون في غزة والعديد من الإعلاميين الفلسطينيين والعرب استهداف طائرات الاحتلال للمركبة الصحفية مطالبين بتوفير حماية دولية للصحفيين العاملين في المناطق الساخنة والتي تشهد مواجهات عسكرية متواصلة. كما تم التأكيد على ضرورة أن يكون هناك رد فعل قوي من قبل المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم التي تستهدف الصحفيين بشكل متعمد.
الجدير بالذكر أن الصحفيين في قطاع غزة يواجهون تحديات كبيرة خلال تغطيتهم اليومية للأحداث الميدانية حيث يشكل القصف المتواصل والاعتداءات من قبل قوات الاحتلال تهديداً مستمراً لحياتهم كما تعرض العديد منهم للإصابة والاستشهاد في السنوات الماضية. هذه الحوادث أظهرت الحاجة الماسة إلى حماية أكبر للصحفيين وتوفير بيئة آمنة لهم للقيام بعملهم في تغطية الأخبار دون تهديدات حياتية.
تعتبر هذه الحادثة جزءاً من سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت الصحفيين في قطاع غزة على مر السنوات الماضية حيث أظهرت التقارير الدولية ارتفاعاً في عدد الصحفيين الذين استشهدوا أو أصيبوا نتيجة للهجمات الإسرائيلية على وسائل الإعلام. وقد كانت هذه الحوادث موضع قلق منظمات حقوق الإنسان التي طالبت مراراً بتوفير حماية أكبر للصحفيين وتمكينهم من أداء مهامهم دون التعرض لأي تهديدات.
في خضم هذا الوضع المأساوي كان الصحفيون في غزة ولا يزالون يواجهون خطر الاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي وذلك في وقت يصعب فيه على وسائل الإعلام الوصول إلى المعلومات من داخل قطاع غزة بسبب الحصار المفروض. يذكر أن الصحافة الفلسطينية لعبت دوراً مهماً في فضح الجرائم الإسرائيلية ورفع معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم بأسره من خلال التقارير والقصص الميدانية التي تغطي الواقع اليومي في القطاع.
ويبقى استشهاد الصحفيين الخمسة جراء هذا القصف دليلاً إضافياً على الممارسات الإسرائيلية في استهداف الصحفيين الذين يعملون تحت ظروف قاسية ومخاطر يومية لنقل الحقيقة للعالم. هذه الحادثة تثير تساؤلات كبيرة حول دور المجتمع الدولي في حماية الصحفيين وضمان حقوقهم أثناء تأدية عملهم في مناطق النزاع.