في مشهد يصدم الضمير الإنساني ويكشف عن حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة شهدت مدينة خان يونس حادثة مؤلمة وفاة رضيعة فلسطينية نتيجة البرد القارس في خيمة نزوح بمنطقة “المواصي” جنوب القطاع هذا الموت المأساوي يعيد إلى الأذهان الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع المحاصر حيث يعانون من نقص في الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الدفء والمأوى المناسب
الرضيعة “سيلا محمود الفصيح” ذات الأسبوعين توفيت صباح الأربعاء إثر تعرضها للبرد الشديد في الخيمة التي تقيم بها عائلتها هذه الواقعة التي نقلتها وسائل الإعلام الفلسطينية أثارت مشاعر الحزن والغضب بين السكان وفي العالم أجمع إذ بات البرد القاتل يشكل تهديدًا يوميًا على حياة الأطفال والعائلات المشردة في الخيام في ظل غياب الرعاية الأساسية ونقص الخدمات الإنسانية
عندما استيقظ والدا الرضيعة صباح الأربعاء اكتشفا أن جسد الطفلة الصغيرة قد تحول إلى اللون الأزرق فيما كان الدم يسيل من فمها وأنفها في مشهد مفجع دفعهما على الفور إلى التوجه بها إلى إحدى العيادات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” لكن الأطباء هناك لم يستطيعوا فعل شيء حيث أبلغوا الأسرة أن قلب الرضيعة قد توقف نتيجة البرد الشديد
الوضع الإنساني في تلك الخيام لا يمكن وصفه سوى بأنه مأساوي عائلة الفصيح تعيش في خيمة من القماش لا تقيهم برد الشتاء القارس ولا الرياح العاتية الخيمة التي بالكاد تحميهم من الظروف القاسية لا تحتوي على أي تجهيزات أو مستلزمات للعيش الكريم الأطفال ينامون على الرمال الباردة دون وجود فراش أو أي وسائل للتدفئة الأمر الذي يجعل حياة العائلات في تلك المنطقة بمثابة كابوس يومي يهدد حياة الجميع
هذه الحالة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل استمرار هذا الوضع الإنساني الكارثي حالة الرضيعة سيلا هي الثانية خلال فترة قصيرة حيث توفيت أيضًا الرضيعة “عائشة عدنان سفيان القصاص” قبل أيام قليلة بنفس الظروف حيث فارقت الحياة فجر الجمعة داخل خيمة نزوح في نفس المنطقة “مواصي خان يونس” هذه السلسلة من الوفيات تظهر بوضوح مدى الإهمال وانعدام الرعاية الصحية والإنسانية في تلك المخيمات التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة
وفي تعليق على هذه الحوادث المأساوية أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده أن الرضيعة سيلا محمود الفصيح قد “تجمدت من البرد في خيام النزوح وفارقت الحياة” هذه التصريحات تكشف عن تقاعس المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية عن تقديم المساعدة اللازمة للأسر التي تعيش في ظروف غير إنسانية داخل قطاع غزة المحاصر وتلقي الضوء على فشل السياسات الإنسانية في حماية الفئات الأكثر ضعفًا كالرضع والأطفال الذين يدفعون حياتهم ثمنًا للإهمال الدولي
الوضع في قطاع غزة لم يعد مجرد قضية سياسية أو نزاع محلي بل هو أزمة إنسانية شاملة تتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ أرواح الأطفال الأبرياء الذين يموتون بسبب البرد والفقر في خيام النزوح سكان تلك الخيام يواجهون واقعًا أشبه بالجحيم حيث لا كهرباء ولا ماء ولا حتى مأوى يحميهم من البرد القارس فصل الشتاء يزيد من معاناتهم في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع الذي يحرمهم من الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة
المنظمات الإنسانية المحلية والدولية مطالبة بالتحرك العاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية لهؤلاء المشردين في غزة وتقديم المساعدات الطبية العاجلة وتأمين الخيام الملائمة التي تقيهم من البرد والأمراض يجب أن لا تظل هذه الكوارث الإنسانية طي النسيان وأن يتم تسليط الضوء على هذه المآسي اليومية التي يعيشها سكان قطاع غزة وخاصة الأطفال الذين لم يعرفوا طعم الأمان في حياتهم القصيرة
الظروف التي تعيشها الأسر الفلسطينية في قطاع غزة وخاصة في مناطق النزوح لا يمكن وصفها إلا بالكارثية الموت بسبب البرد الجوع والعطش أصبح جزءًا من يومياتهم بينما العالم يتجاهل مأساتهم أو يكتفي بالتعبير عن “القلق” هذه المآسي اليومية تتطلب حلولًا جذرية وتحركًا دوليًا عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من حياة في تلك الخيام التي أصبحت قبورًا باردة للأطفال الرضع والأسر المستضعفة
إن استمرار هذه الوفيات يسلط الضوء على فشل المجتمع الدولي في حماية الفلسطينيين في غزة من تداعيات الحصار والقمع المفروض عليهم لسنوات الحلول الترقيعية والمساعدات الجزئية لن تكون كافية لإنقاذ الأرواح البشرية التي تتساقط يوميًا بسبب هذا الوضع المأساوي يجب أن يتحرك العالم بأسره لإنهاء هذا الظلم وإنقاذ الأطفال والأسر التي تعيش في هذا الجحيم