أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن مجموعة من القرارات التنظيمية التي تخص البرامج الدينية، والتي تهدف إلى ضمان تقديم محتوى ديني معتدل يتماشى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، ويعزز الوعي الديني في المجتمع.
وتأتي هذه القرارات في إطار حرص المجلس على تحسين أداء البرامج الدينية، لتساهم بشكل فعال في تثقيف الجمهور على أسس دينية سليمة.
في بيان أصدره المجلس، أكد على أهمية ضبط البرامج الدينية بما يتوافق مع معايير دقيقة تهدف إلى تحقيق هدفها في نشر الوعي الديني بطريقة تعزز القيم الإنسانية.
كما أوضح المجلس أن هذه القرارات تتماشى مع سياسته الرامية إلى تعزيز الثقافة الدينية المعتدلة التي تحترم مبادئ المجتمع وأخلاقياته.
كان المجلس قد عقد اجتماعًا يوم الخميس 19 ديسمبر 2024، برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس، تم خلاله اتخاذ مجموعة من القرارات الجديدة التي تحدد كيفية بث البرامج الدينية عبر مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعات. وتهدف هذه القرارات إلى توفير بيئة إعلامية منظمة تضمن تقديم محتوى ديني ذو فائدة حقيقية للمجتمع.
من بين أبرز القرارات التي تم اتخاذها هو منع المداخلات الهاتفية المباشرة من الجمهور أثناء بث البرامج الدينية. وكان من الملاحظ في بعض الأحيان أن هذه المداخلات قد تؤدي إلى عرض آراء غير مدروسة أو تحتوي على معلومات خاطئة، وهو ما قد يخل بالضوابط القانونية المعتمدة. لذلك تقرر أن يتم تحضير الآراء والأسئلة من قبل فريق إعداد البرنامج مسبقًا، مع الاستعانة بأحد المتخصصين في الشأن الديني لضمان دقة المحتوى وتوافقه مع المعايير المقررة.
كذلك، قرر المجلس منع عرض الإعلانات أثناء بث البرامج الدينية، بهدف الحفاظ على جو من التركيز الكامل على المحتوى الديني، وتجنب أي تشويش قد تسببه الإعلانات التجارية. ومع ذلك، يسمح بعرض الإعلانات فقط قبل بداية البرنامج أو بعد انتهائه، وهو ما يضمن عدم التأثير على سير البرنامج.
أما بالنسبة لمدة البرامج الدينية، فقد قرر المجلس تحديد وقت لا يتجاوز 30 دقيقة للبرامج التي تُعرض على القنوات والإذاعات العامة. بينما يُسمح للبرامج الدينية التي تُعرض على القنوات والإذاعات المتخصصة في الشأن الديني بتمديد وقتها ليصل إلى 45 دقيقة كحد أقصى، وذلك لضمان تقديم محتوى ديني شامل دون الإسراف في الوقت.
ورغم هذه المحددات، تم استثناء بعض الشخصيات الدينية الهامة من هذه القواعد. تشمل هذه الاستثناءات كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزير الأوقاف، ومفتي الجمهورية. هؤلاء الأشخاص الذين يشغلون مناصب دينية مرموقة سيكون لهم الحق في تقديم برامج دينية أطول إذا تطلب الأمر.
وأعلن المجلس أن تطبيق هذه القرارات سيبدأ اعتبارًا من يوم السبت 11 يناير 2025، وهو الموعد الذي حدد لتنفيذ القرارات على كافة القنوات التلفزيونية والإذاعات. ويهدف المجلس من خلال هذه الخطوات إلى تقديم محتوى ديني منظم يتوافق مع القيم الإنسانية ويخدم المجتمع بما يعزز الوعي الديني الصحيح.
تعتبر هذه القرارات جزءًا من رؤية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لضبط وتنظيم الأداء الإعلامي بشكل عام، وضمان أن تساهم البرامج الدينية في بناء مجتمع قوي ومتماسك. ويسعى المجلس من خلال هذه الإجراءات إلى تحسين الأداء الإعلامي الديني بما يتماشى مع متطلبات الجمهور واحتياجاته الثقافية والدينية.
في ختام البيان، أعرب المجلس عن أمله في أن تسهم هذه القرارات في رفع مستوى الوعي الديني في المجتمع، وضمان أن تقدم البرامج الدينية رسالة متوازنة ومفيدة تحترم القيم والأخلاقيات الدينية والاجتماعية.