الاحتلال الإسرائيلي يدمر المنظومة الصحية في غزة ويحصد 45317 شهيدًا و107713 جريحًا
في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كشف وزارة الصحة الفلسطينية عن استهدافات متواصلة للمنظومة الصحية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، التي طالما كانت آخر خطوط الدفاع عن حياة المدنيين في المنطقة.
تكثف الهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية شمال القطاع بشكل كارثي، حيث لا تترك آلة الحرب الإسرائيلية شيئاً سوى الدمار والخراب.
منذ أن اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، لم يتوقف الاحتلال عن استهداف المنشآت الصحية بشكل مروع، آخرها كان الهجوم الوحشي على المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة.
هذه الهجمات لم تقتصر على تدمير البنية التحتية فحسب، بل استهدفت المستشفيات نفسها خلال ساعات الليل والنهار، مما أجبر الطواقم الطبية على العمل تحت تهديد الموت الوشيك في محيط يعج بالقصف والدمار.
الهجوم المتواصل على المستشفيات
لقد باتت المستشفيات في غزة أهدافاً ثابتة للعدوان الإسرائيلي، ومع كل قصف جديد، يتناثر الزجاج وتدوي أصوات الانفجارات في ساحات المستشفيات.
مستشفى كمال عدوان، الذي كان في وقت من الأوقات ملاذاً للجرحى والمرضى، أصبح الآن هدفاً للقصف المستمر، حيث يتعرض لأضرار جسيمة وتدمير شبه كامل في أقسامه.
ليس فقط المباني التي تدمر، بل إن الأجزاء المدمرة تتناثر داخل المستشفى نفسها، وهو ما يهدد حياة المرضى والمصابين الذين كانوا يتلقون العلاج في أقسام الطوارئ والعناية المركزة.
هذه الهجمات المستمرة على المرافق الطبية في غزة تحمل رسالة قاسية وواضحة، وهي إصرار الاحتلال على تدمير القدرة الصحية للقطاع بأكمله، في محاولة لاختراق دفاعات غزة الإنسانية.
ومع استمرار القصف، يزداد الوضع تعقيداً، مما يجعل كل لحظة تمر بدون تدخل دولي تشكل تهديداً أكبر لحياة مئات المرضى والجرحى الذين لا يملكون سوى المستشفى كمأوى وحيد لهم.
إخلاء المستشفى الإندونيسي في مشهد مأساوي
الاحتلال لم يكتفِ بالقصف المدمر، بل أجبر المرضى والجرحى في المستشفى الإندونيسي على مغادرة المكان تحت تهديد القصف. فجر اليوم، شهد المستشفى واحدة من أكثر لحظات الرعب حين أُجبر المصابون على الخروج مشياً على الأقدام نحو مدينة غزة.
هذا المشهد يعكس درجة العنف التي تمارسها قوات الاحتلال ضد المدنيين، حيث لم تراعِ أي اعتبارات إنسانية. القصف المدفعي الذي استهدف محيط المستشفى إضافة إلى قصف مناطق بيت لاهيا جعل المرافق الصحية غير آمنة تماماً، مما أجبر المرضى والجرحى على النزوح، في محاولة يائسة للنجاة من آلة الحرب التي لا ترحم.
أعداد الضحايا تتزايد والنظام الصحي ينهار
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، أصبحت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية مرعبة. أكثر من 45,000 شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 107,000 مصاب، في حصيلة مرشحة للارتفاع بشكل كارثي.
الوضع في غزة لا يُحتمل، فإلى جانب القصف الذي يستهدف المدنيين، تُمارس ضغوطات كبيرة على المنظومة الصحية التي تتعرض للدمار المستمر.
إلى جانب القصف المستمر على المستشفيات، يواجه القطاع الصحي في غزة أزمة مدمرة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى فقدان الكثير من الأطباء والممرضين الذين كانوا في خط المواجهة. كما أن انقطاع الكهرباء عن المستشفيات يجعل من الصعب تشغيل المعدات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى.
إن الوضع الصحي في غزة يُعتبر الآن على حافة الانهيار التام، إذ لم يعد هناك وقت للتردد أو التأجيل. آلاف الجرحى والمصابين في انتظار تلقي العلاج في مستشفيات مدمرة أو متضررة بشكل جزئي،
فيما لا يمكن لطواقم الإسعاف الوصول إلى العديد من المناطق بسبب القصف المستمر والمعيق للحركة. المأساة التي يعيشها سكان غزة تزداد سوءاً، والتحدي الذي يواجه القطاع الصحي بات أكبر من أي وقت مضى.
الدعوات الدولية لحماية المنظومة الصحية
في هذا السياق الكارثي، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية والمجتمع المدني المؤسسات الدولية والأممية بالتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي في قطاع غزة.
الدعوات تتزايد لإنهاء الهجمات على المستشفيات وتوفير حماية عاجلة للطواقم الطبية، الذين يواجهون الموت في كل لحظة بسبب القصف العشوائي.
لكن هذه الدعوات، رغم أهميتها، يبدو أنها لم تجد صدى كافياً على الصعيد الدولي. الاحتلال الإسرائيلي يستمر في تحدي المجتمع الدولي، ولا تظهر أي بوادر لتغيير سياسة استهداف المرافق الصحية، التي تحولت إلى واحدة من أكثر الجرائم الواضحة في تاريخ الصراع.
تساؤلات عن المستقبل والحلول المستحيلة
مع استمرار القصف، وانهيار النظام الصحي، وارتفاع أعداد الضحايا بشكل مرعب، يظل تساؤل هام يطرح نفسه: هل سيتحرك المجتمع الدولي بشكل حاسم لوقف هذه الكارثة؟
وهل ستستمر هذه الحروب العبثية في تدمير المزيد من الأرواح والآمال في غزة؟ الواقع يقول أن الوضع في غزة يتطلب أكثر من مجرد إدانة، بل يستدعي تحركاً عملياً وفورياً لإنقاذ ما تبقى من حياة.