هجوم عنيف وغير مسبوق شنته طائرات الاحتلال الحربي على محيط مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة أسفر عن دمار هائل وتدمير واسع في البنية التحتية للمستشفى الذي يعد واحدًا من أهم المرافق الصحية في المنطقة هذا القصف جاء في وقت حرج حيث كان المستشفى يعج بالمرضى والجرحى الذين لا يزالون يعانون من آثار العدوان المتواصل على القطاع المستشفى الذي يعتبر نقطة أمل لمئات العائلات أصبح الآن في قلب الحصار ووسط هجوم لم يشهد له القطاع مثيلا
المستشفى الذي يقدم خدماته الطبية لأكثر من مليون فلسطيني في شمال غزة لم يكن مستهدفًا من قبل في مثل هذه الهجمات الجوية إلا أن هذا الهجوم كان استهدافًا مباشرًا لأهم مرفق طبي في المنطقة وهدفًا آخر لحملة التفجير المتواصلة التي يتعرض لها القطاع بأسره لم يتوقف القصف عند هذا الحد بل امتد إلى محيط المستشفى حيث كانت ألسنة النيران تلتهم المباني المجاورة وتدمر كل شيء في طريقها ما ترك المنطقة في حالة من الفوضى والهلع
الحصار المتواصل على قطاع غزة لم يقتصر على محاصرته من الأرض بل أصبح الهجوم الجوي على المرافق الحيوية جزءًا من سياسة الاحتلال الهادفة إلى تجريد سكان القطاع من أي مقومات للبقاء الاستهداف المباشر للمستشفى يتزامن مع تهديدات متواصلة تقضي بتدمير جميع المنشآت الطبية والخدمية في القطاع وهو ما يضيف مزيدًا من المأساة لأهالي غزة الذين يعانون يوميًا من ويلات الحروب والطائرات التي لا تفرق بين مدني أو جريح
العديد من الجرحى والمصابين الذين كانوا داخل المستشفى أصيبوا بأضرار بالغة جراء القصف المباشر هذا الهجوم يمثل رسالة من الاحتلال بأن حياة الفلسطينيين لا تساوي شيئًا أمام آلة الحرب الثقيلة والعدوان المستمر وهو تذكير صارخ بأن المدنيين في غزة هم الحلقة الأضعف في هذا الصراع الدموي الذي لا يتوقف ولا يبدي أي أمل في الوصول إلى حل
قطاع غزة يشهد اليوم مجددًا فصولًا جديدة من المأساة بعد القصف الأخير لمستشفى العودة والتهديدات المتصاعدة لمستقبله ولمستقبل المرافق الصحية الأخرى التي باتت في مرمى طائرات الاحتلال الثقيلة