مراكز التسوية تفتح أبوابها للمجندين السابقين في خطوة نحو المصالحة الوطنية في سوريا
اصطف المجندون السابقون من ضباط وجنود أمام مراكز التسوية التي أُعيد افتتاحها مؤخراً في مختلف المحافظات السورية، في خطوة تعتبر من معالم المصالحة الوطنية التي أعلنت عنها القيادة العامة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تستهدف هذه المراكز تسوية أوضاع عناصر النظام السابق، سواء من الجيش أو الشرطة أو الأجهزة الأمنية، وإعادة العناصر المنشقين ضمن إطار قانوني، مع ضمان حماية قانونية لمن لم تتلطخ أيديهم بالدماء. كما تعهدت القيادة بمحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الشعب السوري.
تتضمن إجراءات التسوية توجيه العسكريين نحو المراكز المحددة بناءً على مناطق خدمتهم، لتقديم بياناتهم الشخصية وتسليم الأسلحة والمعدات التي بحوزتهم. وطلبت القيادة العامة من العسكريين الالتزام بإحضار جميع الوثائق المطلوبة، محذرة من أي معلومات مغلوطة قد تؤدي إلى ملاحقتهم قضائياً.
وتشمل عملية التسوية إصدار بطاقات أمنية مؤقتة صالحة لمدة ثلاثة أشهر، تُعفى حامليها من الملاحقة القانونية وتتيح لهم التنقل بحرية، مما يعكس التزام القيادة بإعادة تنظيم العناصر المحلية ضمن إطار قانوني وإداري جديد بعد زوال نظام بشار الأسد.
وأكد مصدر مسؤول في القيادة العامة: “إننا نسعى من خلال هذه المراكز إلى تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، وضمان حياة كريمة للجميع، مع تقديم العدالة ومحاسبة المجرمين”.
انتشار مراكز التسوية
أنشأت إدارة العمليات العسكرية مراكز تسوية في العديد من المحافظات، ومن بينها محافظة دمشق، وريف دمشق، دير الزور وريفها، اللاذقية والقنيطرة، وحماه، وحمص وريف إدلب ودرعا.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان افتتحت مراكز التسوية في 6 مناطق سورية مختلفة، إذ تم افتتاح مركزين للتسوية في مدينة اللاذقية أحدهما في مبنى البلدية بجبلة والثاني في كتيبة حفظ النظام بمدينة اللاذقية، كما افتتح مركز في مدينة حمص بجانب قيادة الشرطة، ومركز في قيادة شرطة حماة، كما تم افتتاح مركز بقسم شرطة الدانا ومركز في معرة مصرين بريف إدلب.
كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن افتتاح مركز جديد للتسوية، يهدف إلى تسوية أوضاع عناصر قوات النظام السابق والعناصر المحليين الذين كانوا منضوين ضمن الميليشيات الإيرانية وقوات الدفاع الوطني في بلدات موحسن، الطوب، البوليل، طابية شامية، البوعمر، والمريعية في ريف دير الزور الشرقي.
وفي ذات السياق، أعلنت ادارة العمليات العسكرية يوم أمس الأحد عن افتتاح مركز لتسوية الأوضاع في محافظة القنيطرة.
إقبال كبير
شهدت مراكز تسوية الأوضاع في مختلف المناطق إقبالًا كبيرًا من العسكريين السابقين، وذكرت إدارة العمليات العسكرية عبر حسابها على تلغرام أن أكثر من 34 ألف عنصر من النظام السابق تقدموا إلى مراكز التسوية المنتشرة في البلاد.
وأظهر فيديو، نشرته القيادة العامة للعمليات العسكرية على صفحتها الرسمية في فيسبوك، طوابير طويلة من العسكريين يصطفون لإتمام إجراءاتهم أمام أحد مراكز التسوية في درعا.
كما أظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء السورية سانا، لعناصر من جيش النظام، تقوم بتسوية أوضاعها في محافظة دير الزور، وتلاها صورا نشرتها الوكالة ذاتها لعمليات توافد العسكريين في محافظة القنيطرة، للبدء بتسوية أوضاعهم في مراكز التسوية في المحافظة.